أتفق مع الشيخ عندما قال على شاشة التلفزيون إن القياس العلمي لآيات القرآن أمر غير جائز لأن العلم متغير وما نقره اليوم ننفيه غداً، فالخطأ في النظريات العلمية يحدث طوال الوقت.

وحتى هنا والأمور تستقيم ويحق للشيخ أن يقول هذا الكلام، ونستطيع نحن أيضا أن نضرب أمثلة عديدة على تغير نظريات علمية وتعديل نظريات أخرى، فعندنا علم الطب مثلا، سمعنا في الماضي أشياء كثيرة من علماء الطب ثم أثبت علماء آخرون خطأ ما قال سابقوهم، فقد ظل الأطباء سنوات طويلة يحذرون الناس من تناول البيض بعد سن معينة خوفا من تفاقم الكوليسترول وما يتصل به من أمراض، لكن في هذه الأيام نجد الأطباء يقولون كلاما مختلفا عن البيض وينصحون الساعين لتخفيف أوزانهم بضرورة تناول البيض في الإفطار. وفي الماضي كان الأطباء ينصحون الناس بتناول السمن النباتي الصناعي عوضا عن السمن المنتج من ألبان الماشية، لكنهم الآن يقولون إن العكس هو الصحيح، وقس على ذلك أمثلة كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.

وقد كان بوسع الشيخ الذي رأيته على الشاشة أن يضرب هكذا أمثلة بسيطة وحقيقية ويعرفها الناس، لكنه إمعانا في إظهار خطأ العلم ضرب مثلاً بالنظرية النسبية لآينشتاين وكيف أنه بعد ظهورها خرج من يقول بوجود فكرة النسبية في آيات القرآن ثم ثبت خطأ نظرية آينشتاين! هكذا زعم الشيخ أن آينشتاين خطأ وأن نظرية النسبية سقطت وثبت خطؤها! وعند استخدام الشيخ هذا المثال قلت يا ليته سكت لأن استخدامه هذا المثال تحديدا يشكل وبالاً، لا على علماء المسلمين فحسب، إنما على كل المسلمين أمام العالم كله.

كاتبة وأكاديمية بحرينية