قد يكون النائب محمد العليوي الوحيد الذي يتحدث بحرقة عن المواطن وأهم الملفات التي تؤرق المجتمع كملف البطالة والتوظيف في مجلس النواب، والبقية مثل العالم الصامت الساكن الذي ينتسب إلى اللازمان، هذا العالم الذي انتزعت منه الحركة وجردت، كثير من النواب يعيش في عالمه الصغير المغلق بلا كلمات لأنه اعتاد المساحة الفراغية، وهذه المساحة عند الفنان “كيركو” تبعث على الدوار الذي يصيب من ينظر إلى الأبنية الشامخة من الأسفل.
في كل جلسة – ليس مدحا في العليوي - إنما حقيقة ظاهرة للجميع، يتداخل فيها هذا النائب تكون أمامنا حكاية شيقة تشد الأنفاس حتى النهاية. مداخلات تهزنا من الأعماق لسبب بسيط للغاية هو أنه تعلم من تجارب الحياة وعاش مع الناس البسطاء ولم يبدل طريقة عيشه كبقية النواب الذين وصلوا إلى البرلمان وتغير كل شيء فيهم، حتى غذاؤهم اليومي وطريقة مشيهم ونظرتهم للمارة وهم يجلسون في سياراتهم الفارهة، بل حتى أن بعضهم أخذ ينطق باللغة الإنجليزية وهي من الظواهر الملفتة.
دون شرح أو تفسير عندنا مآخذ كثيرة على السادة النواب، خصوصا الذين يميلون إلى الزهد والتقشف في الكلام ويقبلون على الراحة، لكن على الأقل النائب العليوي لا يستريح من المداخلات وطرح الأسئلة التي تشغل بال الناس، يصيب مرة ويخيب عشر مرات.. المهم أنه يترك بصمة إيجابية في المجلس تعكس طموحاته وما يتمناه للناس، ويتمسك بها صادقا بدون تراجع، لديه جرأة واندفاع وحماسة في سبيل الأمانة التي يحملها، مع عضويته في لجنة بحرنة الوظائف التي قال عنها في إحدى الجلسات إنها لا يجب أن تكون “كوبي بست” من اللجان السابقة.
كل نائب لديه صلاحيات واسعة، لكن الفرق الصورة التي سيكون عليها في المجلس.
* كاتب بحريني