هناك ارتباط وثيق بين الصحافة وإدارات العلاقات العامة في الوزارات والمؤسسات الحكومية، على اعتبار أن إدارات العلاقات العامة تقوم بتوفير المعلومات الضرورية للصحافة وإطلاع المحررين بكل الحقائق المتصلة بأي موضوع، والإدارة الناجحة تتصف دائما بالخطط الصريحة الواضحة في تزويد الصحافة والقارئ بالمعلومات الدقيقة الوافية عن الوزارة التابعة لها، بل وتقدم المساعدة لكل محرر يريد مراجعة الحقائق أو التأكد منها بعيدا عن سوء التقدير والارتجال الضار، وهي مثلها – أي إدارات العلاقات العامة – مثل مختلف أوجه الاتصال الجماهيري التي تهدف إلى نشر الأفكار والآراء والتبصير والتنوير وتعديل المواقف.
لكن في المقابل هناك إدارات علاقات عامة في بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية تعيش بدون تنمية بشرية وحيوية ودور إيجابي، وليست عندها أية خطة عمل ولا تطور مستمر، موظفون يتصفون بالسلبية وبدل الاندفاع إلى الإمام يثبتون في الموقع ذاته ويرجعون إلى الخلف، بينما الآخرون يتقدمون، تتصل فيهم الصحافة للاستعلام عن خبر أو معلومة ولا من مجيب. ويبذل المحرر كل الجهود في سبيل الحصول على تصريح رسمي من المسؤول للتأكد وأيضا لا مجيب، ولأن الصحافة تبحث عن الخبر وما وراء الخبر وتحقيق الرسالة بالكامل، فمن الطبيعي أن تسلك الطريق الآخر وهو النشر بأسلوب يجمع بين الفكرة والتوجيه، طالما الطريق مقطوعة مع إدارة العلاقات العامة، ظنا منها أنها تقوم بعمل رائع يفيد القارئ، لكن ما إن ينشر الخبر حتى تتحول تلك الطيور الصغيرة في العش إلى نسور كاسرة، ونعني أولئك الموظفين السلبيين المنقطعين عن الصحافة لفترة طويلة، فيرفعون الهاتف وكيف.. ولماذا النشر.. ولماذا لم تتصلوا بنا.
بعد أن كانوا يتهربون ويعتذرون، يعودون بالحديث والشكاوى وأنهم المصدر الوحيد الذي يؤمن الخبر.. لكننا نقول لهم بما أنكم أهملتم واجبكم فتستحقون ما يحدث.
* كاتب بحريني