العدد 5600
الثلاثاء 13 فبراير 2024
banner
توقف معرض البحرين للكتاب.. الحقيقة المجمدة
الثلاثاء 13 فبراير 2024

معارض الكتاب التي تقام في مختلف الدول بما فيها الدول الفقيرة، تعتبر مظهرا من مظاهر العظمة والإبداع وتعكس العناية الخاصة بالثقافة والنشاط الإبداعي الأدبي، ولا حاجة لذكر الفوائد المباشرة التي تجنيها معارض الكتاب في الحراك الاقتصادي وكذلك أنشطة المفكرين والإعلاميين والمؤسسات العلمية والثقافية والتربوية.
رجع أحد الأصدقاء من معرض القاهرة الدولي للكتاب الأخير بمؤلفات هائلة، ونقل لنا صورة جميلة عن عالمه الخاص وتراثه وينابيع الحضارة المصرية وتهافت الملايين من البشر على خمس صالات عرض ومشاركة 1200 دار نشر من 70 دولة من مختلف دول العالم و5250 عارضا، والفعاليات المزدحمة التي تنوعت بين توقيع الكتب واللقاءات وكل ما يتصل بقضايا التأليف والنشر.
في سائر أنحاء الوطن العربي لم تتوقف معارض الكتب إلا في ظروف قاهرة، كظروف جائحة كورونا، وكل دولة تتسابق على أن تكون أهم أسواق الكتاب العربي، ولكن مع كل أسف وحسرة هناك مظاهر تقصير عندنا تمنعنا من تنظيم معرض البحرين الدولي للكتاب منذ خمس سنوات وربما أكثر، حيث كان آخر معرض أقيم عام 2018 وبعدها بدت الحقيقة واضحة وضوح الشمس وكأن كل شيء قد تبدل ولم نعد نعطي لمعارض الكتاب دورا وشأنا عظيما يتناسب مع الحركة الأدبية في البحرين وتاريخها.
كل بقاع الأمة العربية فيها معارض للكتاب ونعني “لم تتوقف هكذا طويلا”، إلا مملكة البحرين رغم حركتها الرائدة العظيمة في الفكر والثقافة وميراثها والصيحة المدوية التي يطلقها أهل الأدب والفكر وكل قارئ ومطلع.. ما السبب الحقيقي وراء تأجيل المعرض كل هذه السنوات، وهل المسألة تتعلق بالتكلفة كما سمعنا؟
لا يعقل أن تكون الحقيقة مجمدة، فإن كان هذا الحدث عند البعض يبدو ثانويا جدا، فإنه عند السواد الأعظم من المواطنين حدث ضخم ولابد من توضيح رسمي مقنع.
كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .