العدد 5595
الخميس 08 فبراير 2024
banner
عقليات ترفض التطور ومسايرة العالم
الخميس 08 فبراير 2024

أعجبني “مسج” الزميلة “الأيام” المنشور في الصفحة الأخيرة يوم الثلاثاء الماضي، “فيما تتجه دول وشركات عالمية إلى اعتماد 4 أيام عمل في الأسبوع، تتمسك بعض شركات القطاع الخاص بـ 6 أيام عمل لموظفيها”.
ليت الأمر توقف على 6 أيام عمل لموظفيها، بل أصبحت عاجزة “ونعني بعض شركات القطاع الخاص” عن تحقيق أهدافها التقليدية وزيادة إنتاجية العمل وتحقيق أقصى حد للربح، وهذا ما جعلها تعيش أزمات حتمية تعترض طريق تقدمها، وهذا ليس كما يستنتج بعض المعلقين الاقتصاديين بأن الأزمات ليست سوى نوع من “الحظ السيئ”، إنما تبني سياسات خاطئة والتفكير بالطريقة الكلاسيكية القديمة واستخدام الحجج البالية التي طالما استخدمها الداعون إلى فكرة التبرير واللعب على قضية ساعات العمل الإضافية وسياسة العصا الغليظة.
هناك شركات في القطاع الخاص قد تحتاج إلى مدافع عن حقوق الإنسان يهتم بما يمر به الموظفون والعمال فيها، فالعمل في هذه الشركات يقترب من العمل في مناجم الفحم، وهي أخطر وأقسى مهنة متعارف عليها، ومن المستحيل أن نجد تغيرات مهمة في هذه الشركات تواكب الظروف والمتغيرات الجديدة التي يعيشها العالم لأنها باختصار تسير على تقليد وطابع طويل الأمد. واحدة من المشاكل الحادة التي نعاني منها في المجتمع هي العقلية التي ترفض التطور ومسايرة العالم والبقاء على الفرضيات النظرية البالية التي لم تعد تتفق مع الظروف الجديدة للعالم، ليس في شركات القطاع الخاص فحسب، بل حتى في بعض الناس أنفسهم الذين يعزفون عن كل ما هو جديد ومتطور، ولديهم إيمان مطلق بأنهم على صواب. ليس عندهم أي نوع من الطموح البشري ويرفضون أن يكونوا أبناء الغد، لأن القديم يحركهم ويتلاعب بهم.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية