الثقافة ظمأ لا ينطفئ وإرادة لا تفتر، إذ تقوم “البلاد” بمبادرات رائعة تتيح للذين يعملون في مجالات الثقافة لقاءات مفيدة على جميع الأصعدة، وتساهم مساهمة فعالة في تطوير العمل الثقافي وإثراء الإبداع والخلق الثقافيين، فكل النخبة من الشعراء والكتاب والمسرحيين والرسامين والموسيقيين في مملكة البحرين، تفاعلوا مع المبادرات الثقافية التي تفردت بها “البلاد” في هذا الزمن الذي انحسرت فيه الأنشطة الثقافية وابتعدت الأضواء عن المبدعين الذين كانوا ومازالوا يبحثون عن شمس جديدة وكلمات مخطوطة في كراسات أوراقها ناصعة البياض.
رعاية الفنون والآداب من مهمات الجهات الرسمية، لكن من الجميل أن تقوم مؤسسة إعلامية كـ “البلاد” بإضافة شيء في مجال الثقافة، وأن تقدم ما في وسعها من إمكانات للازدهار الثقافي كهيكل له خصائصه ومميزاته، وقد أصبحت مساهمة “البلاد” في الحياة الثقافية في المملكة قولا وفعلا والتزاما، فإلى جانب تخصيص صفحة يومية للأخبار الثقافية والفنية، وهي أشبه برعاية الثقافة والمثقفين، فإنها تضيف أيضا مزيدا من الإنتاج من أجل توسيع رقعة الخريطة الثقافية في مملكة البحرين في الداخل والخارج بكل جدية وفاعلية قدر المستطاع، فنحن نؤمن بأن الثقافة مسؤولية الجميع وليست حكرا على أحد، ولابد من حث كل الخلاقين والمبدعين على إبراز نتاجهم وزيادة إشعاع وطننا الثقافي والفكري والفني والحضاري.
تاريخ الإنسان وخطواته الحقيقية صعودا على سلم الحضارة لا يمكن أن تكون بدون الثقافة والفنون، ومن أول واجبات الإعلام الاهتمام بالحراك الثقافي والالتزام بدعم المبدعين بالمفهوم الشامل، خصوصا أصحاب الإنجازات الكبرى، فالإعلام والصحافة شريكان إيجابيان في صنع وزيادة الإنتاج الثقافي.
* كاتب بحريني