العدد 5585
الإثنين 29 يناير 2024
banner
المسرح المدرسي في البحرين غير معترف به بالكامل
الإثنين 29 يناير 2024

الظاهرة البارزة الصحية والسليمة التي شاهدتها في بغداد خلال حضوري مهرجان المسرح العربي في دورته 14 هي تهافت طلبة المدارس على مجمل العروض المسرحية، بل ودهشت من الثقافة المسرحية الشاملة التي يتميز بها الطالب العراقي ومعرفته باتجاهات المسرح المعاصر، وهذا لم يتحقق لولا وجود تربة خصبة للتفاعل والتنوع في المسرح المدرسي، والذي يسير عندنا ومع كل أسف على منهج بطيء، وكأن هناك قناعة تامة بأنه غير مجد ونافع ولا يصلح في تثقيف الطالب فكريا وروحيا وفنيا.
المسرح المدرسي وسيلة من وسائل الاتصال ذات الفاعلية في حياة المجتمعات التي تقدر الفنون، وطالما أنه وسيلة من وسائل الاتصال، فإنه قادر على أن يلعب دوراً حيوياً في مجال التثقيف والتنوير، ومثلما هو الحال مع السينما أو الدراما التلفزيونية، أو الدراما الإذاعية، يمكننا تقديم مسرحيات على خشبات مسارح مدارسنا بوجود عناصر موهوبة ومدربة، المسرح المدرسي مسرح شامل يواكب الحياة، فيه الكوميديا والتراجيديا والموسيقى والرقص، فيه البهجة والسرور، وقادر على أن يقوم بدور الإرشاد والتعليم والتثقيف والتدريب وتقريب الأفكار والمعلومات.
علينا إظهار الحقيقة بصورة واضحة، وهي أن المسرح المدرسي في البحرين بعد أن حقق قفزات كبرى في الثمانينات جعلت منه أكثر القوى الإعلامية تأثيرا في الطلبة وداعما للحركة التعليمية والتربوية واستخدم بالشكل الأمثل، نراه اليوم جسدا هزيلا وغير معترف به بالكامل، وهذا أدى إلى تخرج أجيال بعيدة عن المسرح وعن معايشة أبعاده الكاملة، فالمسرح المدرسي أولا وأخيرا وقبل كل شيء، ولهذا يكون الاهتمام به كبيرا في معظم الدول التي تعمل جاهدة على رفع كفاءته لأن النظرة العلمية للفن يجب أن تبدأ من الأساس من المدرسة وهذا كل شيء.
أتمنى ككاتب وفنان وولي أمر أن نعطي اهتماما أكثر بفكر وقيمة وفلسفة المسرح المدرسي.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية