مشاهد كثيرة في حفل تخرج ابنتي “فجر” ضمن الفوج الخامس والعشرين من طلبة جامعة البحرين، والذي أقيم تحت رعاية سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه. وجوه ضاحكة مستبشرة، مرحة، متحمسة بصورة تبهر العين للحياة العملية التي انتظروها لسنوات طويلة، وهذه هي سنة الحياة، يستمر هذا زمنا بعد زمن، جيلا بعد جيل.
ولكن بدأ المسار يتحدد في تفكيري عندما شاهدت العدد الكبير من الخريجين في الحفلة الثانية، وسبقتها الحفلة الأولى.. أين سيذهب كل هؤلاء الخريجين حديثا ومن ضمنهم ابنتي.. سؤال يخضع للعديد من القراءات، وقد تظل المسألة نسبية.
عضو مجلس الشورى هاني الساعاتي أكد في جلسة مجلس الشورى يوم الأحد الماضي وجود ما بين 2500 إلى 3 آلاف خريج جامعي داخليا دون احتساب خريجي البحرين بالخارج الذين يبلغ عددهم حوالي 200 - 300 خريج سنويا يحتاجون إلى الانخراط في سوق العمل، ودار كلام كثير في الجلسة عن توفير فرص عمل تليق بالمواطن، وأنه الخيار الأمثل والأول في التوظيف، وأن عددا من الأطباء والمحامين على سبيل المثال سيكونون ضمن الباحثين عن عمل كما بين ذلك الدكتور محمد الخزاعي.
في بعض الروايات تبدو الفجوة واسعة بين المؤلف والشخصية، والنص والتجانس، وأتمنى بكل ما تشتمل عليه اللغة من تراكيب أن لا تكون هناك فجوة بين أحلام أبنائنا الخريجين وفرص العمل لتكملة المشوار، وتنفيذ السياسات والخطط التي تتعلق بالتوظيف، فمن أولويات حكومتنا الموقرة برئاسة سيدي سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه توظيف البحرينيين ضمن المشروع الوطني للتوظيف، وهي مهمة كبيرة بكل المعاني ويعلق عليها المجتمع آمالا كثيرة.
* كاتب بحريني