العدد 5578
الإثنين 22 يناير 2024
banner
أطروحات فلسفية لبلدية المنطقة الجنوبية
الإثنين 22 يناير 2024

في الوقت الذي نتحدث فيه عن مدينة عيسى “المستقبل”، نرى في المقابل مختلف الألعاب والاحتفاءات من المخالفات التي تشبه شعاع الشمس الفتية، موجات متكررة من المخالفات في كل بقعة من بقاع مدينة عيسى، والتي أصبحت هيكلا عظميا بسبب المخالفات وحقل تجارب، ولا نبالغ إن قلنا إن المدينة تواقة بحق لمساءلة بلدية الجنوبية التي تؤكد كل مرة وعلى لسان المسؤولين أنها ستسعى إلى معالجة الأخطاء والمخالفات المنتشرة في الأحياء والطرقات من أجل راحة المواطن والمقيم، لكن نكتشف في النهاية أن المسألة بأكملها مجرد أطروحة فلسفية.
قبل عدة أشهر فقط كتبنا عن “خطر عودة فرشات السوق الشعبي في المنطقة المحيطة بمحلات رامز لعدة أسباب، منها توافد العمالة الآسيوية واستفحال الحركة المرورية وتكدس السيارات في المنطقة، وهنا يأتي دور المجلس البلدي الذي يفترض أن تكون لديه ممارسات نظرية وعملية وخطة متكاملة عن هذه الفرشات ومواصلة التصدي لأعمال بعض الآسيويين المخالفة”.
لكن الغريب أن الكتلة خرجت إلى السطح مرة أخرى، وعادت الفرشات إلى مكانها برسم فنان أو نحات أو موسيقار.. شبكة خطوط قوسية من الفرشات معظمها لعمالة آسيوية، مزودة بوسائل حديثة والصدفة وحدها قادتني ظهر يوم السبت الماضي إلى ذلك المكان، وحينها تذكرت المقولة الشهيرة.. لا شيء يختبر الإنسان مثل ممارسته حريته!
لا تهمنا الآن استراتيجية الجهات المسؤولة لمشروع السوق الشعبي والميزانية المرصودة كما نقرأ، ما يهمنا هو معرفة الصواب من الخطأ.. المسموح وغير المسموح، فالوضع في مدينة عيسى يشبه الصخرة التي يتشبث بها ناج من سفينة غارقة، “مماشي دائرية” من المخالفات تضيع العقل بكل الألغاز النحوية والمعجمية، وصمت بلدي بكل الأشكال والصور لا ينسجم مع توجهات الحكومة الموقرة.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .