العدد 5573
الأربعاء 17 يناير 2024
banner
فنانون يشبهون اليقطينة الفارغة التي تطفو في الماء
الأربعاء 17 يناير 2024

على الرغم من الخبرة الفنية الهائلة والأسلوب المتميز الذي يتصف به بعض الكتاب والفنانين البحرينيين، إلا أنهم مازالوا غير مدركين دورهم الأساسي في المجتمع وفي هذا العالم المرتبك القلق، فيكتبون ويرسمون ويقرضون الشعر، لكنهم مع الأسف يخذلونك في منتصف الطريق ويجلسون في أقصى المشهد.
صحيح ليس بين الفنان والمجتمع علاقة متعمدة مباشرة، الفنان فنان لأنه ولد فنانا - هذا ليس بيده - غير أن هناك علاقة غير مباشرة، وعليه واجبات غير مباشرة إذا كان فنه قويا.. وكان فنه بحد ذاته موجها للشارع، إنه يوجه الناس دون أن يدري، إنه محكوم عليه منذ البدء بأن يوجه الناس. 
الفن ليس شيئا عمليا، لكنه يوجه أي شيء قبل كل شيء، إنه من الضروريات الأولية، والبلد الذي ليس فيه فن ليس فيه حياة وروح. المجتمع يوجه الفنان من ناحية الوجود الذي هو فيه، والفنان ينظر إلى الوجود بعجب ودهشة أكثر مما يفعل سواه في المجتمع، إنه يستفيد من حركة الكون، يراها بوضوح أشد. المجتمع لا يفيد الفنان بشكل متعمد، والفنان يرى النقص في المجتمع، ويسد هذا النقص والفراغ، المجتمع هو الوجود، والوجود هو المعلم الأكبر للفنان.
أكثر من ساعة جلست معه واكتشفت أن صاحبنا الفنان المبدع القوي لا ينظر إلى فنه وما يقدمه للناس عبر الشاشة نظرة جدية لحد كاف، إنه كمن يتفكك ببطء تحت تأثير اللامبالاة وانعدام الثقة في النفس. شعرت أنه نسي نفسه ومن هو ومن أين ظهر وإلى أي هدف يسعى. يا للخيبة.. يرددون في مقابلاتهم أن “الفن رسالة” ثم يتضح ميلهم للكسل والبطالة، وهؤلاء المتخاذلون يشبهون اليقطينة الفارغة التي تطفو في الماء!.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية