العدد 5571
الإثنين 15 يناير 2024
banner
تقديم الخدمة الثقافية للطفل عبر التلفزيون ليس لعبة
الإثنين 15 يناير 2024

التلفزيون يكسب الأطفال أنماطا من السلوك الاجتماعي في حياتهم الاعتيادية وبيئتهم المحدودة، كما أنه يلعب دورا مهما سلبيا أو إيجابيا في عملية التكيف الاجتماعي التي تسهم فيها الأجهزة الأخرى كالأسرة والبيئة، والمادة من خلال التلفزيون تمثل بديلا للخبرة الحقيقية.

في الندوة التي أقامتها أسرة الأدباء والكتاب قبل أيام للفنان والشاعر والمخرج العراقي القدير فلاح هاشم، وهو الذي قام بدبلجة صوت الشخصية الكارتونية عدنان في المسلسل الشهير "عدنان ولينا" وغيرها من الأعمال التي مازالت راسخة في أذهان الأجيال، تحدث عن خصوصية الطفل والجوانب المسيئة التي تقدم له في برامج اليوم، وكأني به قد وضع يده على الجرح المفتوح للطيور لكي تنهشه بكل لذة مستباحة، فمعظم برامج الكارتون التي تعرض لأطفالنا اليوم "خصوصا المدبلجة" تفتقد المعارف في عملية مخاطبة الأطفال بكل الأشكال والوظائف، ولا تسهم في تنمية قدراتهم اللغوية والعاطفية والاجتماعية والنفسية، ولذلك وكما يقول فلاح هاشم "الأطفال الذين نشأوا مع مسلسلات زمان مثل "عدنان ولينا" لغتهم العربية أفضل بكثير من أطفال اليوم"، وهذه حقيقة لا خلاف عليها، فتلك المسلسلات التي عرضت في الثمانينات زادت من ثروة الأطفال اللغوية، وعلمتهم استعمال لغتهم الفصحى السهلة، كما علمتهم إجادة الإلقاء وروح الشجاعة الأدبية، لأن القائمين عليها من فنانين كانوا يفهمون مهنتهم تمام الفهم مثل المربين والمدرسين، ويقدسون عملية تقديم الخدمة الثقافية للطفل على شاشة التلفزيون.

ولعل أهم نقطة أشار إليها هاشم هي أن معظم الأعمال المدبلجة اليوم تعرض باللهجات الشعبية، وبعضها باللغة العربية الركيكة غير المنقحة والمشكلة، وأيضا تعتمد على "الأكشن"، وهذا يربي حالة العنف بين الأطفال.
كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية