قد يقول البعض إن هناك عددا من الكتاب والصحافيين الذين يكتبون عن المسؤولين، وقد تكون هذه القضية شغلهم الشاغل، خصوصا أولئك المسؤولين الذين يقطعون صلتهم بالصحافة وينظرون إليها كشكل خرافي مفزع، أو مثل الغيمة السوداء التي تزحف وتحجب ضوء القمر، وهذه حقيقة معروفة ومرسومة في الأفق، فكثيرة هي المرات التي تدق فيها طبول استقبال هذا المسؤول أو ذاك للكاتب والصحافي الفلاني، ثم يأتي “الهجر”، حيث تحط الأقدام، وتنقلب سماء الأماني إلى لهيب مشتعل.

ومن الملاحظ أيضا – وقد تكون وجهة نظر شخصية تدور في مدارها – أن الإخوة الشوريين باستثناء عضو أو اثنين، لا يتواصلون مع الكتاب والصحافيين حينما ينشر عمود يناقش فيه صاحبه قضية وطنية، وكأن اتصال عضو مجلس الشورى بكاتب وصحافي سيغير حركة التاريخ البشري، وأمانة وخلال مشواري الطويل في الصحافة الممتد لأكثر من 28 عاما لم يتصل بي معقبا ومعلقا على ما أكتبه من ملاحظات في زاويتي اليومية، إلا عضو واحد فقط وله كل التقدير والشكر.. فهو لا يدع فرصة إلا ويشيد بالصحافة ويتقبل النقد ويدافع ويناقش، وهذا موقف يندر أن تجد له مثيلا من أعضاء آخرين، ودائما اتصالاته لي تشبه الألوان التي تبرق في الليل لصراحته وتأكيده أهمية حالة الترابط والتقارب بين المسؤول والصحافة، ولمعرفته أيضا بالدور الكبير الذي تقوم به الصحافة الوطنية واضطلاعها بواجباتها الأساسية المطلوبة.

الصحافة - ومنهم كاتب الرأي - تهمها المسؤول الذي ينصت أو يشاهد أو يقرأ ويعطي ولو القليل من وقته الثمين إلى من يسعى بقلمه في حل المشاكل والقضايا المتعلقة بالمواطنين، وغرس النظرة الصحيحة والتعريف بكل ما يجري في الشارع من أمور وأحداث.

إن كل مرحلة بناء حاضرة ومستقبلية، لن تكون إلا بتعميق العلاقة بين المسؤول والصحافة، وطبعا من ضمنهم “الشوريين”.
كاتب بحريني