العدد 5564
الإثنين 08 يناير 2024
banner
جزيرة الشيطان التي فضحت الغرب
الإثنين 08 يناير 2024

اكتسح موضوع رفع السرية عن وثائق فضيحة المليونير الراحل سيء الصيت “جيفري إبستاين” يوم الأربعاء الماضي مختلف وسائل الإعلام، وذلك بعد أمر قاضية نيويورك “لوريتا بريسكا” بناء على دعوى قضائية ضد شريكته “غيلين ماكسويل” ابنة قطب الإعلام الشهير “روبرت ماكسويل”، والتي كانت تساعده في ارتكاب انتهاكاته القذرة ضد القاصرات، كان الكثير من تلك الانتهاكات في جزيرة الشيطان التي كان يملكها “إبستاين” والتي تسمى “ليتل سانت جيمس” وهي جزيرة خاصة تقع ضمن الجزر العذراء في البحر الكاريبي.
تصدرت هذه الفضيحة “ترند” مختلف مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم؛ لكون العديد من الأسماء التي كانت موجودة في الوثائق تعود لقادة، ومسؤولين، وفنانين، وعلماء من الغرب، كانوا يمتهنون باستمرار انتقاد وضع حقوق الإنسان في دول العالم العربي، ويزدرون الشعائر الإسلامية بمناسبة وغير مناسبة، ويرصّون العبارات الجارحة للعرب والمسلمين، وفي نهاية المطاف، نكتشف تورطهم في جرائم “البيدوفيليا” والإساءة للأطفال والقاصرات في جزيرة الشيطان. 
“إبستاين” عُثر عليه ميتا في زنزانته، وأعلن حينها أنه انتحر، وسط نظريات المؤامرة التي ترجح أنه قضى مقتولا، لكن الثابت أنه كان سببا لمعاناة الكثيرين، وقد رحل غير مأسوف عليه، ليثبت رحيلُه من جديد نفاق الغرب الذي تخطى كل الحدود، الغرب الذي قال إنه سيعلمنا الأخلاق، والقيم، والمبادئ، وكيف يجب أن نعيش، وما يجب علينا فعله وما لا يجب! ولا يزال يصدر لنا روشتاتٍ وقوائمَ للالتزام بها بضرورة رعاية حقوق الشواذ، ومجتمع الميم - كما يحلوا لهم تسميته - ورعاية حقوق الأطفال في التحول من جنس إلى جنس آخر، عبر مشرط الطبيب، أو حقن الهرمونات، ليتحول ويبدل خلق الله، ولنا في هذه الفضيحة خير شاهد على نفاقهم وازدواجيتهم، ومازلنا في انتظار ما ستكشفه الأيام المقبلة في هذه القضية الأليمة.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .