العدد 5557
الإثنين 01 يناير 2024
banner
السوبر التركي.. “خيرًا تفعل شرًا تلقى”
الإثنين 01 يناير 2024

قبل دقائق من انطلاق مباراة السوبر التركية في الرياض بين فريقي “فنر بخشة” و “غلطة سراي”، أُعلن عن تأجيل المباراة، وأصدر الجانب السعودي المنظم بيانا أكد في بدايته اعتزازه بالعلاقات الوثيقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا الشقيقة في مختلف المجالات، لاسيما المجال الرياضي، وأشار البيان إلى أنه جرى الاتفاق على عزف النشيد الوطني التركي، وإبراز العلم التركي داخل الملعب، وكذلك في المدرجات، تقديرًا لمكانة الجمهورية التركية، وعلى الرغم من ذلك التوافق إلا أنه كان مؤسفًا عدم التزام الفريقين التركيين بما تم الاتفاق عليه، وهو الأمر الذي أدى إلى عدم إقامة المباراة، والمشكلة أن الأندية التركية كانت ترغب في تسييس الوضع في الملعب، بالرغم من أن إقامة المباراة ستضخ ملايين الدولارات للدوري التركي لكرة القدم.
الأزمة تدحرجت ككرة الثلج بفعل نشطاء بعض الأحزاب السياسية التركية، والكثير من الممثلين والنشطاء من مختلف الأوساط، ممن قاموا باعتبار الأمر إهانة لتركيا ومؤسسها “كمال أتاتورك” وليس لأنها مخالفة لقوانين “الفيفا” التي تحظر الممارسات السياسية داخل الملعب، وبعدها بدأت حفلات الإساءة للسعودية والمقدسات الإسلامية في مختلف مواقع التواصل، حتى تصدرت ترندات الإساءة سقف المشاهدات والتداول.
من الدروس التي لابد أن نستفيدها من هذا الحدث أن من الأهمية بمكان تجنب بعض الدول التي تنظر إلى غيرها بنظرة غير سوية، قائمة على الاستعلاء على الآخرين، وهو ما بدا جليا في التعاطي السياسي مع هذه الأزمة. وللمقارنة: سبق للسعودية أن استضافت السوبر الإسباني والسوبر الإيطالي وغيرها من المباريات الكبرى بدون أية مشاكل في التنظيم - كما يدعي الأتراك - ويبدو الأمر واضحًا أن من المصلحة البعد عن هذه الاتحادات والفِرق التي لا تحترم الاتفاقيات، حتى لا تتولد الكراهية بين الشعوب، ولا تَنْكَأ فعالية رياضية جروح الماضي، فليس هذا مطلب الرياضة.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .