العدد 5563
الأحد 07 يناير 2024
banner
الأديب والفنان البحريني يجابه الصمت والإهمال واللامبالاة
الأحد 07 يناير 2024

التردد أو الذهول عملية ناتجة عن رفض أو قبول السرد الغريب أو العجيب لأحداث قصة ما، وما يحصل للأديب والفنان البحريني شبيه بذلك تماما، بل إن قصته تشبه قصص الخيال العلمي، كالأشباح والشياطين التي تخرج من الأرض، أو المخلوقات التي تأتي إلينا من السماء على شكل صحون طائرة أو أشكال آلية أخرى.
لقد وصل فنانونا وأدباؤنا إلى لحظة التوتر النهائي، “الموت” والألم فوق التصور والاحتمال، فهم غارقون في التشاؤم والإحباط، ومع ذلك لا يجدون أية جهة متحيزة لهم تدافع عنهم وتزيل العقبات التي تواجههم. أكثر من مقال كتبنا في هذه الزاوية “ربما 10 أو أكثر” عن مساعدة الأديب والفنان البحريني على الخروج من شرنقته القاتلة، ومد جسور التواصل معه عبر مختلف أساليب الالتقاء والخدمات الثقافية، لكن دون جدوى. حتى أن أحد الفنانين سألني يوم الجمعة الماضي عما إذا كانت هناك ردة فعل وتجاوب مع عمود “مسرح العرائس في البحرين ليس له وزن”، فقلت له.. وعلام هذا الاهتمام كله.. نكتب ونعلق ونستأنف، ومن جديد نتوقف، ثم نعود وهكذا.
الكتاب والسينمائيون والمسرحيون والفنانون والتشكيليون والموسيقيون، والممثلون، ضحية منطقية للإهمال، رغم أنهم مصدر الحضارة في كل المجتمعات، ويحتذى بهم كنماذج وكأحد الأركان الأساسية في بث الوعي والالتزام والرؤى الإبداعية عند القارئ، بشكل مباشر أو غير مباشر، وهذه العقول البشرية عملة نادرة تجعلهم جزءا مهما في تفجير ينابيع التقدم والازدهار.
هؤلاء المبدعون عرفوا جميع الصعوبات والعوائق، ولا يزال مجلس النواب “لسانهم في البرلمان” كما يفترض أن يكون، غير مقتنع بوجودهم أصلا وبعطائهم الفكري، حيث قذف ملفاتهم في الأدراج والدواليب المغلقة والفجوات المحفورة داخل الجدران.
الخلاصة.. أننا معشر شغيلة الفكر والإبداع، نعيش على البطولة الفردية في ضيق وألم، ليس الآن فقط، بل من سنين طويلة، نجابه الصمت والإهمال واللامبالاة على أمل أن تخرج يد عن الصف تلتقطنا.
كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .