العدد 5559
الأربعاء 03 يناير 2024
banner
بعض التجار يحاسبونك حتى على قشرة الموز
الأربعاء 03 يناير 2024

عندنا بعض التجار يحاسبونك حتى على قشرة الموز الملقاة في الطريق، يناصرون الجشع بالروح والدم، ويلاحقون الفلس ظلا بظل، وإياك أن تحدثهم عن الزكاة ومساعدة الفقراء، ستجد صوتهم مخنوقا بزفير الرفض، أمثال هؤلاء يذكروننا بقصة الأديب الأميركي جون شتاينبك “اللؤلؤة”.
فأحد الصيادين الفقراء عثر على لؤلؤة ضخمة نادرة، وعرفت القرية كلها أن هذا الصياد عثر على لؤلؤة كبيرة، أي على كنز.. إذا سيكون هذا الصياد غنيا، لن يكون صيادا بعد اليوم، وربما كانت له مراكب صيد، وربما تحول أهل القرية جميعا إلى عمال عنده.
إن عثوره على هذه اللؤلؤة جعلهم فقراء، وجعله هو غنيا. إن هذه اللؤلؤة مزقت القرية وخلقت له العداوات، وتحول الصياد من صاحب لؤلؤة إلى حارس عليها، تحول إلى بواب يجلس أمام باب عمارة، إنه لا يسكنها ولكنه يحرسها فقط، ولكي ينقذ ما تبقى من أولاده وبيته ذهب إلى السوق وعرض اللؤلؤة على كل التجار، انبهروا بهذه اللؤلؤة لكنهم رفضوا شراءها، لأنها لؤلؤة ضخمة، غالية الثمن ويصعب أن يجدوا لها زبونا، وتنقل الصياد من بائع إلى بائع، ولكنهم جميعا أعجبوا بها، واعتذروا عن شرائها، وعاد الصياد إلى بيته، وكأن اللؤلؤة ليست إلا قطعة حجر تافهة، إنها لا تساوي وزنها ترابا.
أخيرا وبعد أن انطوت عليه سماء اليأس وجد سلامته الوحيدة مع عائلته في رمي اللؤلؤة النادرة في البحر مرة أخرى والعودة إلى حياته السابقة.
بدل مراجعة قائمة الطعام الأسبوعي، وعد الأواني والأطباق، تصدقوا وابسطوا ضوء الأمل للمحتاجين، ولا تكونوا مثل الضرس المنخور في المجتمع، ناصع البياض لكن دون فائدة.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .