قبل سنوات عدة، خرج لنا أحد نواب الفقاعات، حيث كان يزبد ويرعد ضد عدد من المسؤولين في الجلسات العامة كل ثلاثاء، ومنهم وزراء ورؤساء شركات كبرى، بانتقاد فج ومحرج وابتزازي عن ملف البحرنة، ولكنه ومن خلف الكواليس كان يذهب إليهم بقوائم طلبات توظيف لأبناء دائرته فقط، وبهدف الترشح مجددا، والفوز بالانتخابات.
يومها قال لي صديق، إنه لو كان هذا النائب صادقا في نواياه، لاحتوت قائمته على طلبات توظيف من مختلف مناطق البحرين، وليس من دائرته فحسب؛ لأنه يمثل الشعب كله، وليس منطقة دون غيرها، لكنه ما لم يحدث.
القصة ذاتها، تقودني إلى بعض الجاحدين في بيئات عملهم، ممن يطرقون في البداية أبواب التوظيف باستماتة، وحين تتجاوب جهة العمل معهم، وتعينهم، يبدأون وبشكل تلقائي، في التكشير عن أنيابهم، وعن أظفارهم؛ للحصول على مزايا وظيفية، الجهة هي من يحدد صحتها، وإمكان حدوثها من عدمه، وليس هم.
وكما نرى ونسمع، فلقد أصبحت منصات التواصل الاجتماعي، اليوم وكل يوم، وسيلة للتشهير، والمزايدة على سمعة جهة العمل، ومسؤوليها، وربط مناشداتهم بالحاجة، وبظروف الأسرة والمعيشة، وهم موظفون فيها، وبحال أحسن من غيرهم، ممن يجلسون على أرصفة البطالة، وهو أمر بالتأكيد لا يجوز.
إن الجحود ونكران الجميل هما من الأمور الدخيلة والمنغصة لبيئات العمل، اختلط فيه الحابل بالنابل، وتنكر به هذا وذاك للجهة التي فتحت له باب للرزق والتكسب والعيش.