يقول اللاعب البرازيلي روماريو بعد فوز البرازيل على إيطاليا بنهائي كأس العالم 1994 “عندما رأيت روبرتو باجيو واقفًا بتلك الطريقة لمدة طويلة، ذهبت مني نشوة الفوز بكأس العالم”.
جاء هذا التعليق بعد أن أهدر باجيو كرة الجزاء الحاسمة، والتي اختارت التحليق أعلى العارضة، لتتوج الخزينة البرازيلية بكأس عالم رابع، بعد طول غياب.
وقفة باجيو المنكسرة وهو يتأمل الأرض بحزن، والتي لا تزال راسخة في أذهان كثيرين، لا تختلف كثيرًا عن وقفة أي أب عاجزًا عن تلبية طلبات أهل بيته، أو احتياجاتهم، وهي ذاتها التي ستتبعها الأعذار منه، بوجع يكسر القلب، ويدميه.
ولا تختلف أيضًا عن حرمان الأب لنفسه من كل متع الحياة، وملذاتها، وقبوله بالقديم، والبسيط، والمتواضع، والجلوس على حافة الحياة بكل شيء، بقناعة تامة بأن السعادة تكمن في الزوجة والأولاد، وفي الاستقرار، والرضا، والهدوء في بيت الزوجية.
تلبية احتياجات الأسرة، هي من أفضل النعم عند الله عزّ وجلّ، ووضع الأب الأولوية الدائمة للأسرة في كل شيء، هو تتويج ممن يعمل ليل نهار ليكرّم أهل بيته، ويمنع عنهم النقص، والعوز، والنظر لأرزاق الآخرين، والشعور بالدونية.
لكن هذه التضحيات المستمرة، يقابلها مسؤولية من أفراد الأسرة لا تقل أهمية عن دور الأب، وهي القناعة والرضا بالموجود وبالمتاح؛ لأنها سر السعادة والرضا، واستذكار مسؤوليات رجل وحيد، يواجه الدنيا كلها لأجل مملكته الصغيرة.
رجل لديه إيمان راسخ، بأنه وعندما تنجب طفلًا، ستدرك أن قلبك لم يعد في مكانه، وأن جزءًا من روحك انشطر عنها، وصار ينتقل حولك على قدمين صغيرتين.