العدد 5536
الإثنين 11 ديسمبر 2023
banner
حلم شاب كفيف
الإثنين 11 ديسمبر 2023

استوقفتني رسالة صوتية لشاب كفيف أطلقها بمناسبة اليوم العالمي للإعاقة، وعبّر خلالها عن أمنيته أو حلمه بإنشاء ناد لذوي الاحتياجات الخاصة، والحقيقة أنّ أمنية هذا الشاب لا تخصه وحده، لكنها حلم جميع الذين ينتمون لهذه الفئة. ولا أظنّ أن هذا الحلم صعب التحقيق أو يندرج تحت الأحلام المستحيلة. فكثير من أحلامهم أضحت حقائق منجزة على أرض الواقع، والذي أتطلع إليه أن ينظر من بيده أمرهم إلى إنشاء هذا النادي بجدية واهتمام، لأنه يتعلق بفئة بحاجة ماسة إليه، وهو بكل تأكيد يخفف جزءا من معاناتهم ومكابداتهم التي لا حدود لها.
هناك فئة من ذوي الحاجات الخاصة، وهم المصابون بالشلل الدماغي، كانت أحلامهم منذ سنوات إنشاء مركز تكون مهمته رعايتهم وتأهيلهم بديلا عن مركز المتروك الذي أغلق قبيل سنوات لأسباب غير معروفة، بيد أنّ هذا الحلم لم يقدر له أن يتحول إلى واقع، وبقي مرضى الشلل الدماغي بلا رعاية وتأهيل حتى اللحظة. المسؤولون بوزارة التنمية في جُل تصريحاتهم يؤكدون أنهم لم يدخروا الجهد لتلبية طلبات المعاقين. وطبعا مثل هذا القول يعد من الإيجابيات التي تستحق الفرح لكن المحزن أنها لم تتحول إلى فعل، وهذا يعني أنّ المعاناة تتضاعف دون بارقة أمل. الشاب الكفيف الذي توجه بالنداء لمن يعنيهم الأمر كان يمارس لعبته المفضلة كرة اليد (الجرس) ضمن الدورات التي ينظمها مركز الحراك وجمعية الصداقة للمكفوفين. ويؤكد الشاب أنّ المركز والجمعية تقيم النشاطات الرياضية على ملاعب لا تتوفر على الشروط الملائمة لذوي الحاجات الخاصة، ومن هنا جاءت مطالبته بنادٍ خاص لهذه الفئة.
الأندية التي يحلم بها المعاقون تلبي طموحاتهم ويتم دمج جميع المعاقين فيها. أما الذّي يشيع الأمل والبهجة هو قول الشاب الكفيف “أنا لا أزرع في نفسي الطاقة السلبية أبداً” والمعنى الذي يشير إليه أنه متفائل بأنّ المستقبل يحمل لهم الأمل، وأنّ أحلامه وجميع ذوي الحاجات الخاصة سترى النور ربما في يوم قريب، فإنّ أقصى ما نتمناه أن لا يفتعل المسؤولون المبررات المجهضة لحلمهم، أو أنّ عليهم الانتظار لأمد لا يعلمه إلاّ الله.
كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية