قبل يومين، وأثناء زيارتي متجرًا لبيع المواد الغذائية المصرية في الرفاع، جرني طرف الحديث مع شاب مصري دمث الخلق، يعمل هنالك اسمه أحمد.
وفي نقاش عن أسباب ارتفاع أسعار السكر في مصر، وارتفاع كلفة المعيشة، وجهود الدولة  لاحتواء ذلك، حدثني أحمد عن المؤامرة الجديدة التي تحاك ضد مصر، بعقلية محلل عميق، وليس مجرد شاب بسيط يعمل بمنفذ للبيع.
قال أحمد إن ما يحدث هو حرب اقتصادية عالمية شرسة لتقويض الدولة المصرية، وإحداث الاضطرابات بها، وفرملة المشاريع القومية للرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي ينظر لها الآخرون بمقت، وحسد، وكراهية.
وقال أيضًا إن المصريين واعون جيدًا - بعد فترة من التذمر الاقتصادي - لما يحاك لبلدهم من تآمر خارجي، عبر خلخلة ثقة الشارع في الدولة، وافتعال الفوضى، التي يحلمون بها منذ فترة طويلة.
وقادني هذا الحديث السريع، والموجز، إلى مسؤولية أبناء العرب جميعًا تجاه أوطانهم، ووعيهم - بالسيناريوهات المثيلة - من نثر للأخبار الزائفة، في منصات التواصل الاجتماعي، أو غيرها، لتجييش الشعوب على حكوماتها، واللعب على وتر المعيشة، والبطالة، رغماً من أنها أزمات عالمية تتشارك بها الكثير من الدول العالم.
وفي نهاية الحديث، سألته مبتسمًا عن رأيه بممثل ومطرب مصري مشهور، انتقد أخيرًا وبشراسة ما يحدث بقطاع غزة، على الرغم من تصويره بوقت سابق، مع عدد من الشخصيات الإسرائيلية، وتباهيه بها، دون أي مبالاة منه لرد فعل الشارع المصري، أو العربي آنذاك.
تأملني أحمد لوهلة قبل أن يقول “المواقف لا تتجزأ يا صديقي، وهي فقط من تكشف لنا حقيقية الآخرين”.