العدد 5515
الإثنين 20 نوفمبر 2023
banner
في غزة يولد الأطفال رجالًا
الإثنين 20 نوفمبر 2023

عبّر شاعر فلسطينيّ عن أطفال فلسطين قائلًا “في وطني يولد الأطفال رجالًا.. ويدخلون الجنة قبل أن يدخلوا المدرسة الابتدائية”. وقال شاعرٌ آخر: “في وطني يكبر الطفل سراعًا.. ويصبح في لحظة بطلًا.. ما ضرّ حجرٌ دبابة.. ولا أحدث فيها خدشًا.. إنما يرسل رسالة.. أن استفيقوا يا عرب.. كيف تخشون عدّوًا واجه بدبابة طفلًا”.
ليس بوسع عقل بشري تصور فداحة الجرائم التي طالت البشر والحجر بما فيها المرافق الصحية، غير أنّ الأطفال والنساء هم الضحايا الأكثر وجعًا وإيلامًا للنفس. ووفقًا لإحصائية الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فإنّ طفلًا يستشهد كل خمس عشرة دقيقة في فلسطين. أرقام صادمة ومفجعة لما يتعرض له أهلنا في غزة. إنّ أعداد القتلى من الأطفال في قطاع غزة وحدها فاق 2704 أطفال، والمحزن أنه في كل النزاعات والحروب فإن الأطفال هم من يدفعون الأثمان الباهظة، إما لتعرضهم للقتل ومن تقدر لهم النجاة فإنهم بلا شك يصابون بالأمراض النفسية التي تلازمهم بقية حياتهم، كما يؤكد على هذا علماء النفس، وإنّ أكثر الأمراض الاكتئاب والهلوسات والوساوس وغيرها، فمشاهد الدماء وهدم المنازل وفقدهم أحد أفراد الأسرة وربما أغلبهم غير قابلة للنسيان طوال الحياة. إنّ استهداف المدنيين يعد من الجرائم النكراء التي أدانها المجتمع الدوليّ عبر العديد من المنظمات كمجلس الأمن. بيد أنه رغم النداءات المتكررة المطالبة بضرورة التصدي للممارسات الوحشية والأعمال غير القانونية التي يقترفها جيش الاحتلال وتؤدي لمقتل العشرات في غزة وبقية المدن والأحياء الفلسطينية إلا أنّ الاستجابة تكاد تكون معدومة تمامًا.
لا نعلم على وجه التحديد عدد الحروب على غزة بيد أنّ حجم العنف في الحرب التي تتعرض لها الآن فاق كل التصورات، فالجحيم يصب فوق الرؤوس آناء الليل والنهار. في أحد الفيديوهات الموثقة عن الجرائم عبّرت إحدى الأمهات الفلسطينيات عن المأساة قائلة “أطفالي ماتوا جياعًا قبل أن يأكلوا”، وأحد الأطفال قال وهو يبكي: لم أقم بأي شيء خطأً”.
   
كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .