العدد 5514
الأحد 19 نوفمبر 2023
banner
سمو ولي العهد رئيس الوزراء... صوت العقل
الأحد 19 نوفمبر 2023

الناظر لما يدور حولنا من صراعات وأزمات إقليمية ودولية، والمتمعن في أسباب اندلاعها، والدارس للتاريخ الواعي لعبره وتجاربه، سيجد نفسه لا محالة أمام حقيقة كبرى، وهي أنه كما كان غياب العقل وراء اندلاع المشكلات وتوتر الأجواء والعلاقات، كانت العودة والاحتكام لهذا العقل هي المخرج الكبير والواسع منها، وإعادة المناخ الملائم للتنمية والرخاء لجميع الدول والشعوب، ولهذا كان التوصيف الدقيق للأوضاع، والنداء الحكيم والرسالة المهمة من ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مساء الجمعة في افتتاح المنتدى التاسع عشر للأمن الإقليمي - حوار المنامة 2023 بمملكة البحرين، وأمام جمع لافت من وزراء ومسؤولي الأمن وقادة عسكريين وأكاديميين من مختلف دول العالم.
لقد حث سموه الجميع على ضرورة بذل كل جهد ممكن؛ لكي يكون صوت العقل هو المسموع؛ حتى نضمن حلاً جذريًا للقضية الفلسطينية التي تبحث عن حل منذ أكثر من 7 عقود، ووصفها سموه بـ “الجرح العميق” في الشرق الأوسط، وبالفعل هي جرح أصاب ـ وما يزال ـ كل عربي وكل مسلم، كما أنها أيضًا جرح عميق يضرب أمن واستقرار المنطقة والعالم إن لم يتماسكوا ويتعهدوا ويعملوا، وخاصة المؤثرين منهم والفاعلين فيهم؛ لأجل نفاذ وإعمال قرارات الشرعية الدولية، التي أقرت بأن الحل الجذري والمستدام لهذا الجرح النافذ بأوجاعه وآلامه وآثاره وتداعياته في كل أرجاء العالم هو حل الدولتين، بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة كغيره من شعوب العالم.
حدد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة للمجتمعين في حوار المنامة ولدول العالم الغاية الأهم في تلك المرحلة الصعبة، وفي ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة، بمشاهدها غير الإنسانية ومآسيها المؤلمة، بأن يعملوا وفق مبادئ يجب أن تكون حاكمة، وأطر لا يمكن الخروج عنها، وصفها سموه بالخطوط الحمراء، وهي عدم التهجير القسري للفلسطينيين، سواء في الوقت الراهن أو في المستقبل، وعدم إعادة الاحتلال، وعدم تقليص حدود غزة، وأيضًا ألا يكون هناك إرهاب موجه من غزة باتجاه إسرائيل.
إعلاء صوت العقل من قبل الجميع دون النظر لمصلحة ضيقة أو السير خلف انتقام غير مبرر أو الانحياز الأعمى والدعم المطلق لطرف دون النظر لنتائجه الخطيرة، هي رسالة الضرورة والواقع، سطرها سموه بدقة وحكمة وعناية، وهي دعوة جديرة بأن تكون الشغل الشاغل لكل المعنيين من الدول والشعوب، والراغبين في العيش بأمن وسلام، فهي وإن كانت السبيل لتحقيق آمال الشعب الفلسطيني وتطلعاته، فهي أيضًا ستضمن الأمن والسلام في هذه المنطقة الأهم من العالم، وتوفر البيئة الحاضنة للمساعي الخيرة والهادفة للرخاء والازدهار، كما أنها ستكون مرجعا ملهما لحل غيرها من الخلافات والصراعات والدولية، وإعادة الاعتبار للدبلوماسية والشرعية الدولية.
لقد عبرت كلمة سمو ولي العهد رئيس الوزراء عما تكنه ضمائرنا ورغبتنا كدول وشعوب عربية وإسلامية باستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وإرساء السلام في المنطقة، وعبر القانون الدولي المنصف في قراراته وفي تطبيقه، وكفى قتالاً في هذا الشعب، وكفى غطرسة عالمية وانحيازًا للعنف والدمار، الذي أوصل الشعوب إلى فقد الثقة في الأمم المتحدة والقانون الدولي، ولا نريد أن يصل الحال لفوضى عالمية وسط مشاهدة من الجميع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .