لكي يستطيع المسرح أن يكون أداة من أدوات التغيير والبناء، لابد أن يكون مرآة للمجتمع الذي يحيا فيه، مرآة لا تكشف ما هو عابر وهامشي في حركة المجتمع وقضاياه، إنما تنفذ إلى الأعماق، فتكشف التيارات الأصيلة، ومطامح الناس الحقيقية، لكي تغني بعدئذ إمكانية التقدم وتجاوز الواقع.
تنتهي اليوم الجمعة فعاليات مهرجان البحرين المسرحي الثاني، بعد أن عشنا معه تجارب وعروضا مسرحية ذات مضامين مختلفة، ويمكننا القول إنه استطاع حتى الآن أن يجد على الأقل أرضية مشتركة للبحث والعمل لدى المسرحيين في مملكة البحرين، وأنه ساعد في تحديد المشاكل التي تحول دون تقدم مسرحنا، وأنه أكد من خلال الحوار والندوات التطبيقية وتبادل الخبرات بدء تكسير الحواجز واتساع الإمكانيات أمام التجارب المسرحية كي تتطور وتنمو في أفق واسع ونحو غايات أوضح.
في تصورنا، المهرجان في دورته الثانية قطع مرحلة لا بأس بها في تحقيق الأهداف التي وجد من أجلها، فكان هناك حوار وتفاعل ولقاء ونقاش مشترك بين المسرحيين، ولم يكن مجرد تظاهرة عروض لجمهور محدود، وهذه هي النقطة المهمة التي يجب الوقوف عندها.
ونقترح بدورنا في الصحافة كوننا شريكا فاعلا ومؤثرا في الحراك الثقافي في مملكة البحرين النقاط التالية لنقل الحركة المسرحية إلى مرحلة جديدة:
زيادة المخصص السنوي للفرق الأهلية لتنشيط ودعم نتاجها المسرحي، بما يكفل خلق الأجواء الصحية لمسرح دائم، وإصدار مجلة متخصصة بالمسرح، وحتما ستسفر تأثيرا ملحوظا في الحركة المسرحية ومن الممكن أن تشترك المسارح الأهلية في إصدار هذه المجلة بالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار، كما علينا العمل على إبراز الجهود الخاصة بالمسرح المدرسي إلى الوجود، والالتفات إلى الكوادر المتخصصة الكفء في التكنيك المسرحي والتمثيل والإخراج والنصوص والديكور والسينوغرافيا وغيرها. وكل عام ومسرحنا البحريني بخير وتألق.
* كاتب بحريني