العدد 5504
الخميس 09 نوفمبر 2023
banner
الترشح للبرلمان لم يكن لخدمة الناس.. بل لأمر آخر
الخميس 09 نوفمبر 2023

إن مطالبة بعض النواب بإرجاع تقاعدهم شكل صدمة للشارع البحريني، وبدا كبرهان واقعي ملموس على أن الترشح للبرلمان لم يكن لخدمة الناس، إنما لمصالح شخصية ورفع الحصاد وإرضاء ذوقهم ومماشاة لمتطلباتهم، خصوصا أنهم كانوا على علم قبل الترشح بقضية المعاشات والمكافآت، لكن يبدو أنهم احتفظوا في داخلهم بروح ثانية تستطيع أن تنظم الحال والوضع بعد الفوز بالمقعد، كيف تكون عندكم الشجاعة الكافية لكي تديروا ظهوركم للناس ويرتفع صوتكم في القاعة لإرجاع تقاعدكم. لم يكن المواطن يتخيل وضعا كهذا لأنه قرأ سيرة تقول له شيئا، ثم اكتشف شيئا آخر، وإذ بالأمر يصبح على العكس من ذلك، وتضرب مصالح الناس عرض الحائط بهذه القاعدة، فبدل تهدئة خاطر المواطن وتطمينه على نفسه ومستقبله، يتحول النائب إلى قوة معاكسة أو مقاومة ويريد الحصول على كل شيء وهو صاحب الحق الشرعي لهذا الحق.
ولا حاجة إلى نشر تعليقات الناس في وسائل التواصل الاجتماعي، ولا إلى ذكر الأرقام، فكل نائب يعرف مدخوله طوال أربع سنوات وماذا بإمكانه أن يفعل بـ “تحويشة العمر”، والمطالبة براتب تقاعدي مدى الحياة بدل المكافأة، أشبه بأوراق تين الصبار الغليظة المليئة بالأشواك، ومن النوادر الغريبة والعجيبة، أو إن صح القول حمل عددا كبيرا من الصناديق الخشبية التي يوضع فيها! لقد اختاركم المواطن ببساطته الصافية لتحقيق أحلامه وآماله، ووجد فيكم أيام الانتخابات الرشاقة النبيلة وقوة التعبير ونعومة النظرات والصفات المتواضعة والعميقة، ولم يختركم كصيادين وباحثين عن تقاعدكم، لكن مع الأسف لقد اكتشف الوجه الآخر بعد فوات الأوان، وأن حصاد عمله - أي المواطن - كانت نتائجه كالتالي.. مجموعات رسوم ملونة للملابس وديكور، ومجموعات أشعار وأساطير وحكايا وزجل وكأنه في معهد للفنون الدرامية.
أتمنى من كل نائب طالب بإرجاع التقاعد أن يأخذ جولة سريعة في دائرته ليرى معاناة من صوت له وكيف يعيش، عله يستعيد شخصيته الحقيقية المنفصلة عن ذاته.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية