على الدول العربية اليوم وجراء ما يحدث في غزة، ضرورة التركيز من جديد على عدد من النقاط الأساسية خشية أن تختلط الأوراق وينتفي وضوح الرؤية، فالولايات المتحدة الأميركية لا تجبر إسرائيل على التراجع رغم الموقف العربي الحازم والأصداء العالمية ضد ما يحدث في غزة، إنما تسمح لنفسها بالقيام بمغامرات جديدة حتى إن كانت هذه المغامرات خرقا لجميع القواعد الدولية، وهذا التصرف الأميركي يبين لنا بما لا يدع مجالا للشك، بأنه لا يحدث تغير جوهري في السياسة الأميركية مع كل إدارة جديدة، إلا أن التغير في أساليب المواجهة، وحل المشكلات الدولية يحمل معه نتائج ذات خطورة، بالنسبة للشعوب والبلدان الأخرى.
وبغض النظر عن التصريحات التي يدلي بها الرئيس الأميركي بايدن، وبغض النظر عن مدى استجابته الواقعية للتطورات التي تحدث في عالم اليوم، فإن من حق الدول العربية بشكل خاص، أن تشعر بكل التوجس والحذر من وصول الديمقراطيين إلى الحكم في الولايات المتحدة، لا لأن طبيعة أهدافهم تختلف عن الجمهوريين، إنما لأن استقراء التاريخ القريب أوضح إذا كان ينبغي حقا وضع ذلك في الاعتبار أن ممثلي الحزب الديمقراطي تتوفر لهم القدرة التاريخية عادة، على اتخاذ القرارات الحاسمة في المبادرات العدوانية الرئيسية التي قامت بها الولايات المتحدة الأميركية بعد الحرب العالمية الثانية حتى الآن، ولنا في ما أطلقوا عليه الربيع العربي خير مثال إبان فترة رئاسة المجنون أوباما بكل المعطيات والمنطلقات الآيديولوجية.
لذا ينبغي أن توضع تلك الأفعال الواقعية اليوم في الاعتبار، ونحن نحلل سبب إرسال الولايات المتحدة الأميركية حاملات طائرات ومقاتلات لدعم إسرائيل دون أي اعتبار لمصير السلم والأمن في المنطقة والعالم.
* كاتب بحريني