العدد 5499
السبت 04 نوفمبر 2023
banner
الاتصال وعملية التغيير المؤسسي
السبت 04 نوفمبر 2023

في عالم المؤسسات والأعمال المعاصرة اليوم، تعد عمليات التغيير المؤسسي أمرًا أساسيًا لنجاح المنظمات واستمراريتها في عالم يتسم بالديناميكية والتنافسية العالية.

والاتصال المؤسسي هو الممارسات والسبل التي تتواصل من خلالها أية مؤسسة مع شركائها وفئاتها المستهدفة، والذي يتضمن تبادل الأفكار والمعلومات التي تخدم المؤسسة وترتقي بها، وتمهد الطريق لنجاحها وتطورها، وقد يكون هذا الاتصال داخليًا أو خارجيًا.

ويتمثل الاتصال الداخلي للمؤسسة في البروتوكول الذي ينظم عملية تبادل المعلومات بين الموظفين والإداريين والأقسام المختلفة في المؤسسة، ويكفل زيادة الإنتاجية، وإيجاد بيئة عمل إيجابية. وفي سياق التغيير المؤسسي، يكون الاتصال الفعال وسيلة لنقل الرؤية والأهداف والمعلومات المتعلقة بعملية التغيير إلى جميع الفرق والأفراد المعنيين، ويكون ذلك بحث الموظفين على مشاركة رؤاهم وأفكارهم وملاحظاتهم، والإصغاء إلى ذلك كله وحمله على محمل الجد، لتنفيذ ما يستدعي التنفيذ، واستدراك ما يستدعي الاستدراك مما له صلة بنشاط المؤسسة ومجالات عملها، وأداء الموظفين وشعورهم فيها. كما تفتح المؤسسات الناجحة القنوات المتعددة خارج حدود قاعات الاجتماع، باستعمال الوسائل التقنية الحديثة للاستماع لكل ما من شأنه تقدُّم المؤسسة وتطورها وزيادة نشاطها، ويمكن أن يتاح التعبير بوسائل تضمن الحرية في التعبير وعدم التحرج منه.

ووفقًا لدراسة أجرتها شركة "توورز واتسون " (Towers Watson)، فإنها توصلت إلى أن الشركات التي تتمتع باتصال جيد وفعّال خلال عمليات التغيير المؤسسي تحقق أداءً ماليًا أفضل بنسبة 47 % مقارنة بالشركات التي تواجه صعوبات في الاتصال. وفي تقرير "إدارة التغيير" من "برايس ووترهاوس كوبرز"، أكد أن 65 % من الشركات ترى أن الاتصال الجيد يعد أهم عامل لتحقيق نجاح التغيير المؤسسي، وأن 75 % من الشركات ترى أن وجود الاتصال الفعال على جميع المستويات داخل المنظمة أمرًا ضروريًا.

وبناءً على نتائج الدراسات تلك وغيرها تنبه القياديون في المؤسسات إلى ضرورة أن يشغل هذا المنصب من يمتلك صفات شخصية تجعله قادرا على خلق صورة حقيقية للمؤسسة تتضمن مبادئها وقيمها بأن تكون ذات قدرة على بناء ثقة متصاعدة لدن المستفيدين والشركاء، وذلك بتفعيل طرق الاتصال بشكل صحيح، لبناء مستقبل صاعد للمؤسسة. هذا ما نحتاجه في مؤسساتنا اليوم إذا أردنا تحقيق النجاح سريعا، فإن فتح مجال الاتصال بين أعضاء المؤسسة أسرع طريق للريادة المؤسسية، لأنه الباب الذي تتلاقح فيه الأفكار وتنضج.

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية