إذًا، يبدو أن مشهد الخدمات المصرفية الإلكترونية في البحرين يمر بلحظة حاسمة، ولكن ليس من النوع الجيد، إنه أشبه بلحظة سكب القهوة على قميصك الأبيض قبل اجتماع مهم، إذ مع تزايد شعبية الخدمات المصرفية الإلكترونية، وخصوصا المحفظة الوطنية (البنفت بي)، يبدو أن المجرمين الإلكترونيين يستمتعون أيضًا بتحقيق الأرباح، مستغلين وسائل التحقق التي كنا نثق بها مثل كلمات المرور المؤقتة والتحقق عبر الرسائل القصيرة والمسمى بالـ “OTP”، فمن منا كان يتوقع أن تلك الرموز سوف تكون سببا كبيرا لمشكلاتنا الأمنية؟

دعونا نتحدث عن هذه الأدوات الذكية التي تُسمى بالـ Hardware Tokens، إنه جهاز إلكتروني يقوم فقط بإنتاج رموز سرية لك كبديل لـ “OTP”، على عكس الرموز التي تأتيك عبر الرسائل القصيرة (التي أصبحت في هذه الأيام أشبه بأسرار مكشوفة)، تعمل هذه الرموز المادية دون اتصال بالإنترنت، ولا يعمل إلا عند حصولك عليه بشكل فيزيائي، وإذا فقدته، فأنت في ورطة حقيقية؛ لأن الأمر كله يعتمد على امتلاك هذا الجهاز الصغير، ولكن من السهل أن تحصل على غيره من مصرفك عند تقديم هويتك مرة أخرى.

شركات التقنية كـ “Google” والعديد يستخدمونها من سنين عديدة دون أي مشكلات.

بصراحة تامة، يجب على المصارف والمؤسسات المصرفية في البحرين استخدام هذه الأجهزة مع عملائها اليوم بلا تأخير، إذ يتعلق الأمر بالراحة والأمان في عصر التهديدات الإلكترونية. هذه الأجهزة يتم استخدامها من سنين طويلة خصوصا مع العملاء الكبار لدى المصارف فقط، ولكن حان الوقت لاستخدامها مع العملاء ذي التجزئة، إنها خطوة إلى الأمام بالنسبة للسلالم المتهالكة التي كنا نستخدمها، هل من مستمع؟

* الرئيس التنفيذي لشركة إنفينيت وير لبرمجيات الذكاء الاصطناعي