الآن، تأخذ الحرب منعطفًا “حديثًا”، حيث انتقلت من التضاريس الوعرة إلى شاشات الانترنت الناعمة. باتت الدول، مسلحة بلوحات المفاتيح بدلًا من السيوف والرصاص، وتشارك في صراع صامت تحاول من خلاله تفكيك بنية بعضها البعض قطعة تلو الأخرى، “بايت” تلو “بايت”، تحولت ساحات المعركة الآن إلى غرف الخوادم وتطورت الأهداف من الجنود إلى الخوادم، مما يؤثر ليس فقط على الأصول العسكرية ولكن على نسيج المجتمع الحديث - بنيتنا الرقمية المهمة.

أما الأفراد اليوم، هم ضحايا غير مقصودين في مسرح الحرب السيبرانية، يتلقون النصائح الآن لحماية أنفسهم من العدو غير المرئي الذي يتربص خلف شاشة على بُعد مئات الأميال. ولكن، تقع الحمولة الحقيقية على عاتق الحكومات، بشكل افتراضي ولكن بثقل واقعي. لم يعد الأمر يتعلق فقط بامتلاك جيش قوي، ولكن بامتلاك جدار “سيبراني” أقوى. تحتاج الحكومات إلى توظيف خبراء تقنيين والاستثمار في الدفاعات السيبرانية لضمان سير العمليات بسلاسة في “الشرايين الرقمية” للدول، وتلك هي البنى التحتية التي تجعل العالم الحديث يتحرك بانسيابية.

قد لا يثير الحديث العابر عن “الأمن السيبراني” الرعب في النفوس كما كانت الهتافات التقليدية للحرب تفعل، ولكن الحاجة إلى الدروع ضد هذه الحروب الصامتة هي حقيقة، لم يعد الأمر يتعلق بمن يمتلك السلاح الأكبر فقط، بل بمن يمتلك الأدوات والخبرات السيبرانية الأفضل، نبض البنية التحتية الوطنية لا بديل له في هذا العصر، لنستعد، هل أنت مستعد؟

* الرئيس التنفيذي لشركة انفينيت وير لبرمجيات الذكاء الاصطناعي