العدد 5495
الثلاثاء 31 أكتوبر 2023
banner
“زميلنا” في غزة ينجو من بطش الاحتلال!
الثلاثاء 31 أكتوبر 2023

كان يوما طويلا علينا يوم أمس بالصحيفة، تلقينا في الصباح خبرا محزنا يفيد بأن القوات الإسرائيلية قامت بقصف منزل مراسل صحيفة “البلاد” في قطاع غزة بفلسطين المحتلة. إنه زميلنا أحمد اللوح، وهناك زملاء كثيرون يتعرضون لجرائم بشعة من قبل جيش إسرائيل!


تأتي هذه الجريمة، بعد أيام عدة من استهداف منزل الإعلامي وائل الدحدوح بالقصف الجوي، واستشهاد أفراد عائلته بسبب هذا الاعتداء الظالم، وقبل أسبوعين وقعت أيضا جريمة اغتيال المصور عصام عبدالله على الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلة، فيما يؤكد تقرير نشر على موقع “بي بي سي” أن 23 صحافيا قتلوا منذ 7 وحتى 26 من أكتوبر الجاري بيد الإسرائيليين، الذين أطلق لهم وزير دفاعهم يوآف غالانت العنان للبطش بمن وصفهم بـ “الحيوانات”!


ووفقا لتقرير لجنة حماية الصحافيين، فقد استشهد حتى الآن 22 صحافيا فلسطينيا ومصورا لبنانيا، وتم الإبلاغ عن إصابة ثمانية صحافيين، وفقدان واحتجاز 9 آخرين، وما تزال الهجمات والاعتقالات والتهديدات مستمرة رغم أنهم مدنيين يقومون بعملهم لنقل الحقائق، ووفقا للمواثيق الدولية، فإنه يتوجب على الأطراف المتحاربة أن تضمن سلامة الصحافيين المدنيين وأن تتخذ الخطوات والتدابير اللازمة لحمايتهم، لكن إسرائيل لا تفعل أي شيء من ذلك؛ لأنها ببساطة شديدة لا تعترف بالقانون الدولي وتحظى بدعم أميركي فريد من نوعه!


وبسبب الغارات الإسرائيلية التي تستهدف المنازل والأحياء في غزة، يحدث كل شيء شنيع، وهذا يعكس رغبة شديدة في تدمير كل من يقف أمام الدولة العبرية وأجندتها القائمة على تصفية القضية الفلسطينية، وبعد مضي 75 عاما وحتى الآن، لا حلول عادلة ولا مساواة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ومع الأسف يقف العالم عاجزا عن زجر إسرائيل المؤيدة من أميركا وأوروبا، ويبدو أن أصحاب العيون الزرقاء يرون حياة اليهود أكثر قيمة من حياة المسلمين، لذلك فإن الدول الكبرى لا تتردد في دعم إسرائيل ضد أي دولة عربية أو مسلمة.


ولنتذكر جيدا أنه منذ 7 أكتوبر وحتى الآن استشهد في غزة نحو 8 آلاف فلسطيني غالبيتهم من الأطفال والنساء وفقا لوزارة الصحة في القطاع. وعلى الرغم من ذلك، فإن الولايات المتحدة وأوروبا تسمحان لقوات الاحتلال بمواصلة العمليات القتالية وحملة الانتقام البشعة، تحت شعار يظهر الازدواجية السافرة في المعايير، فمن حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، وليس من حق الفلسطينيين فعل شيء رغم كل ما يتعرضون له من جرائم حرب وإبادة!


ختاما، نشد على يد زميلنا أحمد اللوح الذي نجا ولله الحمد من بطش جيش الاحتلال، ونتمنى أن يحفظه الله وعائلته والشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية والقدس وأن ينصرهم على إسرائيل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية