البحرين وفلسطين شقيقتان عربيتان تنتميان إلى الأمة العربية وجودًا وروحًا، والعلاقة بين شعبيهما علاقة أشقاء ومصير مشترك، وتربطهما روابط اجتماعية وثقافية، والدماء التي سالت وتسيل على تراب غزة هي دماء بحرينية، فالجسد واحد والدم واحد والقضية واحدة، ففلسطين قضية بحرينية كما هي قضية عربية، وقد فزع الشعب البحريني دولة ومؤسسات فزعته القومية بعد "طوفان الأقصى" المجيد، مؤيدًا وداعمًا لها، وهي ملحمة بحرينية وطنية وقومية يؤكد فيها أهل البحرين انتماءهم العربي وإيمانهم بعروبتهم تجاه أنفسهم وتجاه فلسطين. وليست هناك أية مسافة بين المنامة والقُدس، ولا بين المحرق وغزة، ففلسطين في قلب البحرين بجميع مدنها وقراها وأحيائها، ويتشارك الشعب البحريني مع أشقائه الفلسطينيين في الإيمان بتحرير فلسطين ومعاناة هذا الشعب القاسية، والتطبيع لم يردع العدو الصهيوني عن ممارساته القمعية ضد هذا الشعب وأرضه.

إن الفزعة البحرينية ومن بينها فزعة "جريدة البلاد" ــ هي موقف إنساني نبيل وأخوي وقومي وديني، والكُل يَمدُ يَدهُ بما يستطيع، فالقليل والكثير يتساويان في هذه الفزعة الجليلة، وهذا الرد الإيجابي على هذا العدوان المستمر، وما خلفه من دمار وخراب وقتل وتشريد، بجانب التضامن السياسي والثقافي وتمثل فيما تصدره الجمعيات السياسية من بيانات مؤيدة لفلسطين ومنددة بالاعتداءات الصهيونية، وثقافية جسدتها الندوات واللقاءات الشعرية كاللقاء الشِعرِي الذي نظمه نادي العروبة. إن هذه الفزعة بتنوعاتها تُمثل توجها قوميا أصيلا للشعب البحريني تجاه أشقائه الفلسطينيين، وتأييدًا لحقهم في الرجوع إلى ديارهم، وهي وقفة حق لحقٍ مشروع، وهو حق يُجسد الإرادة الحُرة والقضية العادلة.

تاريخيًا كانت العلاقة قائمة بين الشعب البحريني والفلسطيني تسطر على صفحات نضالية ناصعة البياض، وتجسدت في مؤازرة مستدامة في شكل تظاهرات مؤيدة للحق الفلسطيني، وتبرعات بما تجود به النفس، وببيانات ومقالات ودراسات وكتابات، وهي وقفة وطنية قومية إنسانية دينية نابعة من إحساس أهل البحرين بمسؤوليتهم تجاه فلسطين. 

كاتب وتربوي بحريني