أتصفح باستمرار وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بهدف الاطلاع والمعرفة، وصادف أن تابعت مقابلة للملكة رانيا العبدالله على شبكة NBC التلفزيونية الأميركية، وهي تنصح زوجة ابنها ولي عهد الأردن فيما يخص الحياة بشكل عام، ولفتت نظري نقطة في غاية الأهمية أحببت الوقوف عندها عندما قالت: “النصيحة التي أعطيتها لرجوة هي: حاولي عدم قراءة التعليقات، لأن ذلك سيجعلك تشكين في نفسك.. دائمًا ستكون هناك سلبية، وتلك السلبية لا تتعلق بشخصك بل بأشخاص آخرين غير راضين، فلا تنشغلي بذلك”، وتابعت الملكة نصيحتها لرجوة “فقط واصلي التركيز على ما تريدين فعله، لأن غير ذلك سيهز ثقتك، قد تعتقدين أنه لن يؤثر على معنوياتك لكنه سيفعل ذلك”، كما ذكرت “علينا أن نطور عادات صحية حول استخدام التكنولوجيا، وهذا ما نحاول تعليمه لأطفالنا”.

أعجبت كثيرًا بهذا الطرح الذي أراه يمثل نصيحة رائعة للجميع، ذلك أننا في العالم العربي نعيش في حالة سلبية تامة! نعم، فنحن لا نريد الخير لأحد، ولا نريد النجاح لأي شخص حتى لأقرب المقربين! أقولها بكل حسرة لأن حياتنا تغلبها روح السلبية والغيرة والحسد! وبصراحة تامة هذه المسألة تحتاج إلى وقفة جادة وصادقة وتضافر الجهود من خلال التربية الصحيحة والتعليم وتوعية المجتمع.

وطننا الغالي بحاجة إلى كل العقول النيرة والخلاقة، فالجميع يعمل لخدمة الوطن، ونرى مع الأسف الكثير من الانتقادات الموجهة إليهم بدون سبب يذكر، لكن فقط بسبب الحقد والغيرة.

من جهة أخرى، قرأت عن أن اللاعب ليونيل ميسي لا يسمح لأبنائه الأربعة بامتلاك هواتف نقالة وهم في هذا العمر، ووجدته قرارا صحيحا وجريئا، بل مثاليا، فهل نستطيع تقليد ميسي في هذا القرار مثلما نقوم بتقليده في الكثير من الأمور الأخرى؟ وعلى النقيض تمامًا، شاهدنا آلاف الأشخاص يصطفون في طوابير طويلة حتى ساعات الصباح الأولى في الكثير من المجمعات في دول العالم فور طرح هاتف نقال جديد! لا أدري لماذا هذا التهافت على منتج يأخذ من الإنسان الكثير من وقته وصحته وجهده.

*كاتب وإعلامي بحريني