تلقيت دعوة كريمة لحضور حفل حصول كاف الإنسانية التابعة لجمعية الإصلاح على شهادة تطبيق المعيار البريطاني للمنظمة الموثوقة من المجلس الوطني البريطاني للمنظمات التطوعية، والذي أقيم تحت رعاية وزير التنمية الاجتماعية، ولابد من الإشادة بدور وجهود المنظمين والقائمين على إعداد الحفل المتميز، فالتنظيم والإعداد والفقرات كانت رائعة بمعنى الكلمة، وشخصيًا لم أتوقع أن يكون الحفل بهذا المستوى البعيد عن الأسلوب التقليدي، إذ لم أعتد أن أحضر فعاليات لجمعيات خيرية أو أهلية غير ربحية في هذا المستوى من التنظيم والإدارة، فمتى ما كان العمل بروح الفريق الواحد وبنوايا صادقة بعيدة عن المصالح الشخصية فإن النتائج تكون حتمًا إيجابية بل متميزة.
كانت فرصة جيدة لي للتعرف أكثر على كاف الإنسانية، فكاف مشتقة من الكرامة والكفالة والكفاية، وقد بدأت عام 2002 وحصلت على شهادة الآيزو عام 2004، فكاف الإنسانية انتقلت بحصولها على هذه الشهادة الآن إلى العمل المؤسسي التنموي المستدام الذي يملك مقومات تغيير حياة الإنسان، ليكون عنصرًا فاعلًا أينما كان وليحقق طموحات المانح الإنسانية باعتباره شريكا استراتيجيا في هذا التحول. لا شك أن حصول كاف على شهادة المنظمة الموثوقة في المجال الإنساني والتطوعي يعكس مقدار الالتزام بالحوكمة والمصداقية والشفافية والانضباط المالي والفعالية الإدارية والجودة والتميز والاعتماد القانوني في المنظمة الممنوحة لها، كما تعزز ثقة الداعمين والمانحين. شخصياً أعتبر حصول كاف الإنسانية على هذه الشهادة إنجازًا لمملكة البحرين وكل العاملين في القطاع الخيري والإنساني. 
ولا يسعني هنا إلا أن أشير إلى كلمة الرئيس التنفيذي عندما سرد إنجازات وأنشطة كاف الإنسانية بالأرقام داخل البحرين وخارجها، واستوقفتني جملة “حقوق الطبع غير محفوظة بالنسبة للشهادة التي حصلت عليها كاف”، فقد عرض خبرة الجمعية في حصولها على هذه الشهادة على جميع الجمعيات والمؤسسات الخيرية في المملكة، ما يعكس الممارسة الراقية للعمل المؤسسي المحترف. وإن كانت لي كلمة أخيرة، فكما نادينا مرارًا وتكرارًا بأن يتم تقليل عدد الجمعيات الخيرية في البلاد، أو دمجها، نظراً لتشتت العمل الخيري في ظل غياب العمل المؤسسي المستدام.
* كاتب وإعلامي بحريني