شاءت الصدف أن ألتقي سعادة السيد عبدالله عبداللطيف عبدالله سفيرنا في جمهورية ألمانيا الاتحادية، وذلك أثناء زيارتي مدينة بودابست صيف هذا العام، وبعد أن تبادلت الأحاديث الأخوية الشيقة بكل أريحية مع سعادته، ذكرت له أن فريقًا من العدائين البحرينيين سيزور برلين في شهر سبتمبر بصفة شخصية وعلى حسابهم الخاص للاشتراك في ماراثون برلين السنوي الذي يبلغ طوله 42 كيلومترًا ويشارك فيه 45 ألف عداء من جميع دول العالم. لم يتردد سعادته بتقديم كل الدعم والمساندة لأعضاء الفريق، وأصر على أن يلتقي بهم. وفعلًا، أوفى بوعده وأكثر، حيث تابع شخصياً ترتيبات وصول العدائين إلى برلين واستقبالهم في مقر السفارة بكل حفاوة وكرم الضيافة.
نقل العداؤون لي شعورهم وهم في قمة سعادتهم، وأبدوا امتنانهم وتقديرهم لسعادة السفير لهذه اللفتة الكريمة، لا شك أن هذه المبادرة ألقت بظلالها على نفسية العدائين، ما انعكس إيجابًا على نتائجهم من خلال كسر أرقامهم في سباق الماراثون، حيث زرع فيهم روح الانتماء والولاء للقيادة والوطن، إضافة إلى كونهم خير سفراء لوطنهم، فكل الشكر والتقدير لسعادة السفير الذي يستحق أن نرفع له القبعة.
في المقابل، لا يفوتني أن أشيد باللفتة الإنسانية الرائعة التي بادرت بها سعادة السيدة فوزية بنت محمد زينل، سفيرتنا في جمهورية مصر العربية، والمندوب الدائم لمملكة البحرين في جامعة الدول العربية، عندما شاركا في حفل زواج أحد العاملين المصريين في سفارتنا في القاهرة. حفل الزواج كان قد أقيم في أحد الأحياء الشعبية في القاهرة، ولم يكن في أحد الفنادق الفخمة، على عكس البروتوكولات الدبلوماسية المتبعة، فالخروج عن البروتوكولات الدبلوماسية يتطلب شجاعة وتواضعا وحكمة وفنا وعلما في نفس الوقت، “كفو يا بنت بلادي البحرين تفتخر بك”. لا شك أن جميع أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في الخارج يقومون بجهود حثيثة ومضنية لتمثيل المملكة أحسن تمثيل، ويبذلون الغالي والنفيس لإعلاء رايتها خفاقة، وإعطاء القارئ الكريم هذين المثالين إنما يعكس ما تقوم بها الدبلوماسية البحرينية في الخارج من عمل دؤوب وبتوجيه ومتابعة مستمرة من سعادة وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف الزياني.

*كاتب وإعلامي بحريني