العدد 5454
الأربعاء 20 سبتمبر 2023
banner
ابتعدوا عن السلبيات ولو قليلا
الأربعاء 20 سبتمبر 2023

يصف البعض عن البحرينيين أنهم كثيرو الانتقاد، ويميلون كثيرًا إلى السلبية في حياتهم! ولو سلمنا وقبلنا هذا الوصف سأقول لهم لكل فعل ردة فعل، فهناك الأسباب والمسببات، فبسبب الضغوطات المختلفة في حياة البحريني من مادية واجتماعية وغيرها، فإنه من الطبيعي جدًا أن يتحول إلى سلبي ويطبع عليه عدم الرضا في مجمل حياته اليومية. لا شك أن الجانب المادي له وقع كبير على نفسية وصحة الإنسان، فمن خلال توفير فرص العمل والبيئة الاجتماعية والاقتصادية والصحية، فإن حياة الفرد تكون مستقرة إلى حد كبير.
استوقفني فيديو متداول لأحد النشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو يتكلم عن الغرامات المالية، وراح يصب جام غضبه على الجهات التي تفرض تلك الغرامات على المواطنين! لا شك أن هذه الفيديوهات لها أبعاد سلبية على الجميع، فهو وغيره من النشطاء ينشرون معلومات غير دقيقة! يقول هذا الناشط إن الشعب البحريني راتبه لا يكفيه ليدفع الغرامات، بالله عليكم هل هذا إنصاف أو تحليل صحيح؟ السؤال الذي يطرح نفسه كيف يتم تحرير مخالفات لأي مواطن أو مقيم لولا ارتكابه خطأ أو أنه خالف النظام، يا جماعة الخير نحن نعيش في دولة مؤسسات وقانون، وتحكمها أنظمة وتشريعات، ولولاها لكنا نعيش في عالم تسوده الفوضى، فالقوانين والأنظمة وضعت لحماية حقوق المواطنين والمقيمين، فليس من المنطق أن نخالف ثم “نتحلطم” من دفع الغرامات.
دول العالم قاطبة تفرض غرامات مالية على المخالفين في جميع أوجه الحياة اليومية، وهذا ليس جديدا، بل إنه حق مشروع، لذا وبدل أن نلوم الناس لعدم التزامهم بالأنظمة والقوانين، نقوم بلوم الحكومة بأن الراتب لا يكفي المواطن لدفع الغرامات! وهنا ينطبق المثل “عش رجبا ترى عجبا”، وليس كما قال الناشط “عندك تاكل قال لا. عندك تغرم قال إي”! ولو تكلم الناشط عن موضوع الراتب الشهري المتواضع والأعباء المالية على كاهل المواطن والمطالبة بزيادته لكان الأمر طبيعيًا جدًا ومقبولًا. أنا لا أنكر الدور المقدر للنشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي لتوصيل صوت الناس إلى أصحاب القرار وتبني الكثير من القضايا التي تخدم المواطنين، لكن في المقابل يجب انتقاء المواضيع المطروحة بشكل جيد ومنطقي.
* كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية