أستغرب كثيرا وأستنكر التعليقات التي أطلقها أشخاص في منصات التواصل الاجتماعي، وكأنهم خبراء في كل المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها! وآخر تلك التعليقات ولا أريد ذكرها هنا احتراما لمشاعر الشعب المغربي الأصيل بعد وقوع الزلزال المدمر! فبدل أن يترحموا على الموتى ويدعوا بالشفاء العاجل للمصابين، أو أن يبادروا بتقديم أي دعم ممكن ماديا ومعنويا، نجدهم يتسابقون بإطلاق تصريحات لا تنم عن روح وجوهر وقيم ديننا الإسلامي! فإذا كانت هذه التعليقات من أشخاص جهلة فالأمر طبيعي، لكن عندما تصدر من رمز وقيادي ديني معروف فهذا غير مقبول، حيث إن هذا الرمز عزا ما يحصل من زلازل إلى تفشي الشذوذ والذنوب...! سامحه الله على ذلك، ففي هذه الظروف الصعبة والإنسانية يجب أن نتعاطف ونقدم أية مساعدة ممكنة، فكما حصل في تركيا العام المنصرم، فإن هذه الكوارث الطبيعية تحدث في أي موقع في العالم، ولا أحد يعلم بذلك غير رب العالمين، فواجب كل شخص هنا أن يسهم في إنقاذ ما يمكن تجاه هذه الشعوب التي تعاني من ويلات هذه الكوارث الطبيعية من زلازل مدمرة وسيول وفيضانات وغيرها.

اتقوا الله يا عباد من هذه التعليقات غير الأخلاقية والبعيدة كل البعد عن كل معاني الإنسانية، تصوروا وأنا أكتب المقال يأتيني خبر فيضانات وإعصار دانيال الذي اجتاح ليبيا الشقيقة وراح ضحيته أكثر من 2000 شخص! الوضع في المغرب اليوم مأساوي وخطير، حيث لا تستطيع سيارات الإسعاف الوصول إلى الجرحى بسبب الطرق المسدودة والمغلقة بالانهيارات، بينما تسارع الجهات المعنية بإزالة الأنقاض، وجهود الإنقاذ والإغاثة وسط التضاريس مستمرة.

محليًا، وعلى وجه السرعة أصدر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه توجيهاته السامية بتقديم مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة إلى المملكة المغربية الشقيقة، ووجه جلالته حفظه الله ورعاه المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب للمساعدة في تقديم العون اللازم لضحايا الزلزال والوقوف مع المملكة المغربية الشقيقة في هذا المصاب الأليم الذي يمرون به، وهذا التوجيه الكريم ليس جديدا على جلالته، فجلالته سباق في تقديم يد العون والمساعدة للجميع في مشارق الأرض ومغاربها.

كاتب وإعلامي بحريني