تطالعنا صحافتنا المحلية بأخبار في غاية الأهمية والتنوع، بالإضافة إلى ما يصلنا من وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت أكثر سرعة وانتشارا، اللهم لا اعتراض، بل على العكس أرى أن الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي تعمل معاً في ذات الاتجاه مع الفارق بأن الأخبار المنشورة في الصحف تكون في العادة أكثر دقة ومصداقية.
كثيرا ما نقرأ في صحفنا المحلية تصريحات صحافية لا تغني ولا تسمن من جوع، ومن وجهة نظري الشخصية ومن خلال خبرتي الطويلة في مجال العلاقات العامة والإعلام، فإن إعداد ونشر وتوقيت المادة الصحافية أمور تحتاج إلى نظرة ورؤية واضحة، وعلم وتخصص يدرس في الجامعات، فليس كل نشاط في أية وزارة أو مؤسسة يستحق الإعلان عنه، وإلا فإنه في اليوم الواحد من الممكن نشر أكثر من عشرين خبرًا على سبيل المثال وليس الحصر، فالمهم هنا نوعية الخبر لا الكم، فالقارئ تواق للخبر الذي يستحق قراءته، ويضيف شيئا مهما لمعلوماته ومعرفته، كما يعد إضافة أو إنجازا للمؤسسة نفسها.
مع كل احترامي للجميع، فإننا أصبحنا نفتقد تلك الأخبار التي تستحق الاهتمام، فليس من المعقول أو المنطق أن يصرح المسؤول بكل صغيرة وكبيرة! الأخبار الصحافية لها أصولها وفنونها، وكما يقولون “الإعلام سلاح ذو حدين”، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، هل يعقل أن يصرح وزير بأن وزارته ستقوم خلال هذا العام بتركيب 10 ألعاب في خمس حدائق في المحرق بقيمة 24,000 دينار! ويضيف قائلا إنه تم تركيب 45 لعبة في حدائق المحرق عامي 2021 - 2022! 
هذه الأخبار والأنشطة والأعمال هي من صميم عمل الوزارة ومسؤولياتها ومن واجبها إيجاد حلول عاجلة وجذرية للكثير من النواقص في المرافق العامة والعمل على حلها لا أكثر ولا أقل، نحتاج للمشاريع كبيرة التي تستحق أن تبرز إعلاميًا. شخصيًا ومن هذا المنبر لا أنكر إنجازات وزارة شؤون البلديات والزراعة وغيرها من الوزارات والهيئات، لكن كما ذكرت آنفًا “الإعلام سلاح ذو حدين”، ويجب أن نتعامل معه بالطرق المثلى. والله من وراء القصد.
* كاتب وإعلامي بحريني