العدد 5485
السبت 21 أكتوبر 2023
banner
التلغراف “نعمة لا تُقدّر بثمن” للتجارة والتبادل التجاري (1)
السبت 21 أكتوبر 2023

تميّزت مملكة البحرين بأنها في طليعة الدول التي عرفت الخدمات الحديثة والعلوم المتقدمة وخبرتها مثل خدمات البريد ودخول التعليم وافتتاح المدارس وإرسال البعثات الدراسية للخارج من الجنسين، وكذلك توفير الخدمات الصحية للغواصين وغيرها، ووضع الميزانيات الحكومية العامة واستعمال السيارات واكتشاف النفط فيها، واحترام الملكية الفكرية... والقائمة تطول وتطول.


واليوم نلقي الضوء على واحدة من أهم تكنولوجيا خدمات الاتصالات وتبادل المعلومات للقطاعات التجارية والمالية والحكومية وغيرها، وهو “التلغراف اللاسليكي” والذي لم يكن معروفًا هنا قبل العام 1902، حين بدأت الاتصالات بشأنه وهو وسيلة للاتصالات تستخدم في إرسال الرسائل والمعروفة باسم البرقيات، مختزلًا، أوقات تبادل المراسلات من أسابيع وأشهر من التواصل المكتوب إلى أيام بل وساعات، إلى تبادل الرسائل بدون أسلاك توصيل وعبر شفرة مورس نسبة إلى مخترعه العالم الأميركي “صمويل مورس” الذي يعيد طباعة الأحرف في عام 1810م، ثم في 1827م، اخترع العالم الألماني شتينهيل بخاصية سلك كهربائي واحد، بعدها أنجز مورس أول تلغراف كهربائي يقوم بالتراسل بأسلوب الكود المعروف باسمه في سنه 1845م، وأخيرًا تم إنجاز أول إبراق لا سلكي من قبل الألماني هنريش هرتز في عام 1888م.


وتنبأ الوكيل السياسي في البحرين آنذاك بأن تصبح تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية “نعمة لا تُقدر بثمن لتجار تلك الجزر”. وعليه كان للإدارة البريطانية دور حيوي في إدخال هذه التكنولوجيا إلى البحرين، وبخصوص الميزات الإيجابية تم تبادل رسائل بين الوكيل السياسي في البحرين والمقيم السياسي في الخليج والتي أخذ التجار البريطانيون والهنود المبادرة ودفعوا الوكيل السياسي باتجاه إنشاء قناة تواصل أسرع وأفضل مع الهند بامتلاك تكنولوجيا للاتصالات متقدمة لما للبحرين من أهمية في مجالات التعامل التجاري تعد سرعة الاتصالات ذات الأهمية الشديدة، لاسيما بالنسبة إلى تجارة اللؤلؤ التي كانت - نتيجة لطبيعتها القائمة على المضاربة - تتطلب القدرة على زيادة الطلبات أو سحبها بسرعة.

ولم يؤتِ الاقتراح أي ثمار واضطر الوكيل السياسي إلى تجديد مطالبه مرتين في 1907 و1913، ونكمل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية