يمكن القول إن منصة “X” (تويتر سابقا) هي منصة لا تعطيك مساحة للتفصيل والمبالغة و “حشو الكلام”، بل تجبرك على عدد محدد من الكلمات التي تنقل رسالتك ومحتواك الإعلامي للمتابعين، وبالرغم من أن رؤساء ووزراء دول وكبار رؤساء الشركات والمنظمات استخدموا “X” بكل حرفية، إلا أن محدودية الكلمات جعلت الآخرين يستغلونها في بث الاتهامات والأكاذيب والتشكيكات، فعلاوة على وجود مجموعات عقلانية عند استخدام هذه المنصة، إلا أن هناك أيضا مجموعات تم إطلاق عبارة “الذباب الإلكتروني” عليها، حيث تستخدم هذه المنصة أسوأ استخدام، فعبارة الذباب الإلكتروني تعني بكل بساطة أن هناك مجموعات كالذباب لا تجمعها توجهات أو أفكار مشتركة، لكنها لا تجتمع إلا على الفضلات والقاذورات أعزكم الله. فمثلا ما يجري الآن في غزة من مواجهات سقط فيها مواطنون أبرياء فلسطينيون من غزة ومن المستوطنات والمدن في إسرائيل، أعطى الذباب الإلكتروني من مختلف التوجهات فرصة للاجتماع حول موضوع الاستغلال القذر لمعاناة ومآسي ما يجري من مواجهات فلسطينية إسرائيلية. فهناك مجموعة منها هاجمت مصر والأردن واتهمت اتفاقيات السلام مع إسرائيل بمنع مناصرة غزة، مستخدمين محدودية الكلمات بأسلوب الاتهام والشتم. ومجموعة أخرى هاجمت السعودية والبحرين والإمارات بكلمات وجمل قليلة تجعل القارئ لا يهتم بالحقيقة، بل بالاتهام، نتيجة عدم وجود تفاصيل بالتغريدة. قسم آخر من الذباب اتهم المغرب، ذباب آخر اتهم علاقة قطر بحماس، كون حماس المسؤولة عن كل ما يجري.

مجموعة ذباب أخرى تمتدح إيران وحزب الله، لأنهم الوحيدون كما يدعون الذين يدعمون فلسطين، متهمين العرب جميعا بخيانة القضية الفلسطينية. أيضا ذباب يشتم العرب ويطبل ويهلل لتصريح أردوغان بضرورة إدخال المساعدات لغزة ويعتبره أعظم دعم لأهل غزة. وهكذا فإن كل هذا الذباب الإلكتروني اجتمعوا مع اختلاف توجهاتهم ومشاربهم على موضوع واحد قذر ألا وهو شتم العرب وتخوينهم، وأنهم السبب في كل مآسي أهلنا وشعبنا في فلسطين.

* كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي