العدد 5474
الثلاثاء 10 أكتوبر 2023
banner
هل نشهد انقراض المؤسسة الزوجية؟
الثلاثاء 10 أكتوبر 2023

نصف الدين وسنة الحياة.. واجب حيناً ومستحب ومندوب في أحيان أخرى، وحاجة اجتماعية يلح عليها المجتمع، وتصر الأعراف والتقاليد على الحفاظ عليها مهما كلفتهم من مال أو أخذت من طاقات أو حريات، لا يحيا الرجل بلا امرأة، ولا امرأة هي في غنىً عن الرجل، تلك سنة الله في خلقه وفطرته التي فطر الناس عليها، وما أمر به عباده، فهل غير الناس ما بأنفسهم؛ فتغيرت أحوالهم، وعزفوا عن الارتباط بأنصافهم الأخرى، وهل نشهد انقراض المؤسسة الزوجية للأبد؟
تعددت أسباب العزوف حتى غادرت أجواء الفرح لزفاف الأنجال بيوتات عديدة، وليس غلاء المهور سبباً وحيداً، لكنه الأقوى بينها بعد ما حل بالعالم من ضربات اقتصادية قادت إلى الغلاء الفاحش الذي نكب الدول وأثر على مستوى المعيشة للأسر والأفراد؛ فبات الزواج والوفاء بمتطلباته من ضروب المستحيل، خصوصا مع ارتفاع المهور الطردي الذي يسير في خط متواز مع الغلاء.
ليس ذلك فحسب، بل إن البطالة التي يعاني منها الشباب اليوم سبب في رفض الفتيات وأسرهن لهم. إن التضخم الحاصل في سوق العمل، وانعدام الخبرة وبعض المهارات الأساسية يقزم فرص حصول الشباب حديثي التخرج على الوظائف الملائمة لتخصصاتهم؛ فيبقون في حالة من الترقب للوظيفة دون وجود دعم مادي، ما يجعلهم يلجأون للعمل في وظائف مؤقتة لا تؤمن لهم المستقبل المنشود، وتغرقهم في حالة من الإحباط والعزوف عن الزواج والارتباط. قد لا يعجب هذا السبب شباب وشابات هذا الجيل، لكنهم يقرون على أنفسهم بعدم الجاهزية والأهلية لتأسيس المؤسسة الزوجية على أسس رصينة، ويعترفون بعدم قدرتهم على تحمل المسؤولية وحمل أعباء زوج وبيت وأبناء ووظيفة. كل تلك الأسباب قد تكون مقبولة وقابلة للنقاش وإيجاد الحلول عدا أن يكون السبب هو عدم إيمان الشباب بمؤسسة الزواج وأهميتها وكفرهم الصريح بها وبوجوب القضاء عليها، متأثرين بثقافات غربية غريبة يصدرها لنا المغرضون ليجروا المجتمع العربي المسلم لدوامة التفكك الأسري والضعف والانحلال الأخلاقي. 
هنا يأتي دور رجال الدين ووسائل الإعلام المختلفة لنشر الوعي بأهمية الحفاظ على المؤسسة الزوجية وحث الشباب القادر على الزواج وتمكين الراغبين في إنشاء حياة زوجية من قبل الدولة والمجتمع المحلي والمؤسسات الخيرية لتطبيق سنة الله والحفاظ على المجتمع من الانحراف والفساد وحفظ النوع البشري كما أمر الله تعالى.

كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية