يعد "السناب" من المنصات المعروفة والمهمة لدى غالبية المجتمعات بدول العالم، وهناك من يستخدمه لأهداف تعليمية وتثقيفية ودعائية وأيضا تحذيرية، سواء من الأفراد أو المؤسسات التجارية أو المجتمعية، وخلافا لتلك الأهداف الجميلة التي ذكرناها، توجد عينة من الأفراد الذين اختاروا السناب لبث أهداف أستطيع أن أصنفها بأنها أهداف شاذة. فمحتوى هؤلاء الأفراد يعتمد اعتمادا على الشذوذ بكل ما تعنيه الكلمة من وصف، فهذه الفئة احترفت في مقاطعها وبثها ومادتها الإعلامية الشذوذ الأخلاقي والشذوذ الجسدي والشذوذ اللغوي بحديثها والشذوذ المجتمعي. فمثلا تأتي أم منفصلة عن زوجها وتقوم بالانتقام من مجتمعها المحافظ بتصوير بناتها في مقاطعها بطريقة مقززة وشاذة، فالشذوذ الجنسي لهذه الأم يتمثل في تصوير أجزاء من جسد بناتها بتعمد جنسي واضح، والتركيز عليه من أجل إثارة الغرائز الجنسية لمتابعيها، وهذا يتكرر في كل مقطع تبثه.
والشذوذ الأخلاقي يتمثل في رغبتها في إشاعة ثقافة التعري غير المباشرة بين أفراد المجتمع، خصوصا الفتيات، من أجل تشجيع الساقطات منهن على أن يقمن بما تقوم به هذه الأم بتصوير سنابات ترتكز على التعري وعلى مناطق غريزية بأجسادهن، أما الشذوذ اللغوي فعلاوة على أن تفاهة وسخافة محتوى الحديث بالسنابات لا يستفاد منه البتة، فإنه أيضا يستخدم عبارات إيحائية جنسية ساقطة، كأن تقوم بتصوير جزء من الجسم مع تعليق: "يهبل لبسك لكن من يقدر هالجمال"، بمعنى أنه "يلزمك شخص معك يا ابنتي يقدر هذا الجمال"، وهذا إيحاء قذر وتشجيع على الرذيلة وغيرها من العبارات اللغوية الشاذة. أما الشذوذ المجتمعي فيتمثل في قيام ابنها بتصوير أخواته بنفس الطريقة القذرة التي تقوم بها والدته من دون غيرة أو نخوة أو رادع ديني، في تسويقٍ وتشجيعٍ قذر للآخرين "بأن قوموا بتصوير أخواتكم كما أفعل أنا"، وبالتالي يقوم إعلاميو "الإخوان" والمتربصين بهوية المجتمع العربي المحافظ بالإيحاء غير المباشر عند التعليق على سنابات هذه الأم وعائلتها الشاذة، بأن مجتمعها يؤيدها وأنه هو من شجعها على ذلك الفعل.
كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي