العدد 5456
الجمعة 22 سبتمبر 2023
banner
التضامن الإنساني في مواجهة الكوارث الطبيعية
الجمعة 22 سبتمبر 2023

التضامن الإنساني من القيم الإنسانية النبيلة، وتكون ممارسته بمساعدة المحتاجين، ويكون في وقته ولحظاته وقودًا للحياة، خصوصا لأولئك المنكوبين إزاء غضب الطبيعة كأحداث الزلازل والأعاصير والفيضانات والأوبئة وغيرها، والتضامن قبل أن يكون مساعدة لمن احتاج هو مدرسة تزيد قدراتنا على فعل الخير وتعلمنا تحمل المسؤولية المجتمعية والإنسانية، وتهدينا إلى سُبل التكافل والتعاضد، وهذا ما يجعل التضامن قويًا وفعالًا، ويفتح أبوابًا للثقة والمحبة بين الناس، ففي التضامن رحمة وإحياء النفس الإنسانية.
فما حدث للمغرب وليبيا وقبلهما لتركيا وسوريا وحد قلوب البشر والدول، وجعل جغرافيتها واحدة، وقلبها واحد، وتوحدت جميعها على هدف واحد، حيث سعت كل دولة وكل فرد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وناضلوا بلا هوادة لإبقاء المنكوبين على قيد الحياة، فكان التضامن بلسمًا للجراح وهواءً نقيًا للحياة، فرغم ألم ومآسي الكوارث الطبيعية إلا أن التضامن استطاع أن ينسج حبلًا للقيم الأساسية التي يجب أن تنبني عليها العلاقات بين الدول باختلاف أماكنها.
إن في التضامن الدولي الإنساني حلًا للعديد من المشاكل الدولية، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية والسياسية، وهو باب لا يُغلق للقضاء على الفقر وتعزيز التنمية البشرية والصحية والاجتماعية في جميع البلدان، فأين ما تحدث الكوارث ــ وهي اضطرابات خطيرة تتجاوز قدرة أية دولة على التكيف معها ــ فهناك ضحايا بشرية وخسائر مادية، ولابد من مد يد المساعدة للضحايا والعون للدول بما تجود به النفس الإنسانية.
لقد بادرت البحرين ــ دولة ومؤسسات وأفرادًا ــ بتلبية نداء الحاجة الإنسانية للشقيقتين المغرب وليبيا، كما كان عهدها مع سوريا وتركيا قبلًا، وغيرها من الدول الأخرى، وهو ديدن هذه البلاد الصغيرة والكبيرة بأفعالها وأهلها، وقد خفف هذا التضامن الإنساني البحريني كثيرًا مما خلفه غضب الطبيعة على المغرب وليبيا، وما قدمته البحرين من مساعدات عاجلة إليهما يُشكل أحد التوجهات الأساسية في سياسة البحرين الخارجية بدعم الأشقاء والدول المُتضررة من أخطار الطبيعة وغضبها. 
* كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية