بشعور من الحزن العميق بفجيعة الخسائر بالأرواح والدمار الناجم عن الزلزال الذي ضرب بعض المناطق المغربية، أعربت مملكة البحرين قيادةً وشعبًا عن تعاطفها وتضامنها مع المملكة المغربية الشقيقة، وقدمت البحرين للقيادة المغربية وشعبها تعازيها ومواساتها الصادقة في ضحايا الزلزال المدمر، وتلبية لنداء الواجب القومي والإنساني والديني الذي تتصف به البحرين، أعلنت القيادة البحرينية وشعبها عن تقديم كل أشكال المساعدات الإنسانية لإغاثة ودعم ضحايا الزلزال، وهو توجه يعكس موقف البحرين الثابت المتجسد بالروابط العروبية والإسلامية لرفع المعاناة عن المتضررين وتخفيف آلام أُسر الضحايا، كما أن أندية البحرين والمؤسسات الوطنية والأهلية سيكون لها دور كبير في دعم المغرب وشعبه.

لقد كشف الزلزال الذي ضرب “إقليم الحوز” جنوب غرب مدينة مراكش المغربية بقوة (7) درجات عن التعاطف العربي والدولي الواسع مع المغرب، وتمثل برسائل وبرقيات الدعم والمواساة، وتقديم المساعدات بكل الوسائل الممكنة من الأقطار العربية والدول الأجنبية، وهو ما يؤكد النهج الحقيقي والراسخ لمبادئ العلاقات بين الدول والتعاون بينها، وتعاضد دول العالم في مثل هذه الظروف الصعبة، ولابد أن تستفيد الدول التي في دائرة الزلازل من دائمية حدوثها في العمل على بلورة آليات واستراتيجيات مبتكرة وخاصة في مجال التنبؤ بها واستباق حدوثها، وقد تطرح تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة كأدوات مساعدة في هذا المجال.

وتساهم الكوارث والنكبات الطبيعية في إحداث التماسك بين دول العالم وشعوبها، ففي مثل هذه الأوقات تنسى جميع الدول صراعاتها ونزاعاتها، وتتجه أيدي وعيون وقلوب هذه الدول وشعوبها إلى المنطقة المنكوبة، لإنقاذ ما حل بها من دمار ولإغاثة شعبها وتضميد جراحه، وهي لحظات تاريخية أشد ما تكون فيها الحاجة إلى هذا التضامن الإنساني المتمثل في الدعم القوي والسريع والاستجابة الدولية لتوفير المواد الطبية والأغذية والفرق ومعدات الإنقاذ ومستلزمات الإيواء، وهي جوانب مضيئة في هذه اللحظات، وهي جهود عظيمة ومبادرات إنسانية نبيلة شاركت فيها البحرين مع كل دول العالم، تجسيدًا لدورها الإنساني، ونتضرع إلى الله بأن يرحم المتوفين وأن يمن بالشفاء العاجل على المصابين، وأن يحفظ بلادنا وأمتنا من كل سوءٍ مبين.

* كاتب وتربوي بحريني