العدد 5452
الإثنين 18 سبتمبر 2023
banner
يبدو أنه يأخذ مسكّنًا للألم..
الإثنين 18 سبتمبر 2023

يقول الراوي: كنت موجودًا في أحد المجالس المعروفة عندما أثار أحدهم موضوع الثروة المائية، وضرورة المحافظة عليها لتنعم بها الأجيال القادمة كما حافظ عليها من قبلنا لننعم بها نحن الآن. فور انتهاء المتحدث طلب أحد الحاضرين الكلمة فقال والحماس يبدو واضحًا من خلال نبرات صوته غير العادية:
أنا أتألم كثيرًا عندما أرى جاري يغسل سيارته أو ساحة منزله، بأسلوب قد يكون بعيدًا عن التعقل والحس بالمسؤولية، أو ربما أستطيع القول ببالغ الأنانية، فيترك المياه تنساب في الخارج حتى تغمر الطرق المحاذية للمنزل. وتابع بذات الحماس: كان بإمكان هذا الجار القيام بذلك بأسلوب آخر يحافظ من خلاله على هذه الثروة، وذلك باتباع الإرشادات والتعليمات الصادرة من الجهات المعنية في هذا الشأن. 
مداخلة أخرى قال فيها صاحبها تعليقًا على ما ورد من قبل المتحدث السابق: اسمح لي أن أسألك أخي الكريم: ماذا أفاد تألمك في حل المشكلة؟ نعم هي مشكلة. تابع صاحبنا قائلًا: كان من الأفضل أن تتحدث مع هذا الجار وتبين له وجهة نظرك في الموقف الذي شاهدته، والذي تشاهده أكثر من مرة. أليس كذلك؟ صحيح أنه ربما يعتبر ذلك تدخلًا في شؤونه الخاصة، ولكن هناك أكثر من أسلوب للتواصل مع الآخرين وفي مثل هذه المواقف. ألا نتفق على هذا؟ ثم ماذا عن المصلحة العامة؟ ألسنا جميعًا مسؤولين؟
قال أحدهم وهو خارج من المجلس وبصوت هامس وكأنه يتحدث مع نفسه: غريب أمر بعضنا، ينصحون الناس وينسون أنفسهم! فهذا الذي قال إنه يتألم وهو يشاهد جاره يهدر الماء هو نفسه.. لكن يبدو أنه كان يأخذ مسكّنًا للألم حينها!
ما رأيك سيدي القارئ؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .