“عندما تصاب بلحظة غرور، تذكر فقط أن فيروسًا صغيرًا لا يرى بالعين المجردة يستطيع أن يطرحك أرضًا ويجعلك تتأوّه لمدة أسبوع في فراشك وأحيانًا يقتلك”، انتهى. لم أجد سيدي القارئ ما هو أبلغ مما ورد في تلك المقولة، التي حاول الكاتب محمد الرطيان أن يوصلها إلى أولئك النفر من البشر وقد تحقق له ما أراد، أو أني أعتقد ذلك.
قد يمكنني القول إن المؤلف نجح في مخاطبة تلك الفئة، معتمدًا على حقائق ربما نجد صعوبة في عدم تقبل عقولنا لها، ومع ذلك قد تنجح هذه الـ (أنا) المفخّمة اللعينة في السيطرة على صاحبها والتحليق به بعيدًا عن الاعتراف بتلك الحقائق، فيرسم لذاته برجًا عاليًا، ليرى من ذاك العلو الوهمي ذاته متفرّدا في قدراته وذكائه، لا يضاهيه في ذلك أحد.
هذا الشعور الوهمي قد يجعل صاحبه يضع لذاته سقفًا في غاية العلو، ما يبعده عن الغير، فلا يتقبل آراءهم ووجهات نظرهم أو أفكارهم كما تقول بعض المصادر. توجهت سيدي القارئ إلى أحد الاختصاصيين أبتغي منه تحليلًا لسلوك هذا النفر القليل من العاملين في مهنة الإدارة، ولماذا يتصرفون بمثل هذه السلوكيات غير العادية وتأثيرها على من يعمل تحت إمرته، وكذلك على أقرانه بذات المستوى التنظيمي ورؤسائه فأجابني قائلًا:
لا شك أن مثل هذه الشخصيات موجودة ولكن نسبتها لا تكاد تذكر حيث يمكننا تصنيفها بالفئة الاستثنائية. هؤلاء النفر أو بعضهم ربما يشكون من الخواء أو أنه يأتي بمثل هذه السلوكيات كغطاء، لعدم مواءمة قدراته المهنية الفعلية مع متطلبات وظيفته أو موقعه التنظيمي فيختار هذه السلوكيات لربما تكون هي محل الجدل وليس الجوهر وهو الكفاءة. وأضاف صاحبي قائلًا: لكي نستوعب هذه الفئة ونتجاوز سلبيات سلوكياتها، علينا أن نجد المفتاح المناسب لشخصيتها بعد دراسة وتحليل لها، ومن ثم اختيار الأسلوب المناسب للتعامل معها. ما رأيك سيدي القارئ؟