في الاجتماع الدوري للإدارة التنفيذية، طلب المدير العام من مسؤول المالية والحسابات نقل نسبة من الميزانية المعتمدة والمخصصة للتدريب والحوافز والمكافآت، إضافة إلى الميزانية المخصصة لتحديث وتطوير قسم أنظمة المعلومات، إلى الوحدة التنظيمية المستحدثة، وهي إدارة الجودة. كان هذا القرار مفاجأة غير متوقعة، خصوصا لمسؤولي الوحدات أو الأقسام المعنية.
كان الرد الأول من قبل مسؤول الموارد البشرية، الذي بيّن أهمية التدريب والتطوير للكوادر العاملة، فهم الأساس في تطور الأداء المؤسسي. أما الحوافز والمكافآت فهي الدافعية للإبداع والأداء المتميز ورفع المعنويات. وختم المسؤول طالبًا من المدير إعادة النظر في قراره.
ثم جاء دور مسؤول قسم أنظمة المعلومات، ليؤكد أهمية تحديث الأنظمة لمواكبة المتغيرات المتسارعة في بيئات العمل وتوقعات العملاء. كما أكد أن التحديث والتطوير المستمر لهذا القسم من المتطلبات الرئيسة لتحقيق الجودة، وطلب المسؤول الإبقاء على الميزانية دون نقل أي جزء منها.
الذي زاد من استغراب الحضور، هو المساندة القوية لنائب المدير العام لقرار رئيسه، والذي قال عنه إنه قرار استراتيجي، وكذلك مسؤول المالية الذي اعتبره خطوة في المسار الصحيح لترشيد الإنفاق والاستغلال الأمثل للموارد.
المفاجأة التي أدهشت الجميع كانت عدول المدير عن قراره، واتفاقه مع مسؤولي الموارد البشرية وقسم أنظمة المعلومات. سيدي القارئ، ما رأيك في قرار المدير العام قبل العدول عنه وما تبعات هذا التغيير المفاجئ؟ الغريب في الأمر سيدي القارئ هو رد فعل النائب الذي قال: أبارك سيدي تغيير قرارك، وهذا يعكس حكمتك وبعد نظرك وتقديرك للرأي الآخر.