العدد 5450
السبت 16 سبتمبر 2023
banner
د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
عظماء الفيسبوك
السبت 16 سبتمبر 2023

من ضمن المنصات التي لا غنى عنها بعملنا وفعالياتنا ورسالتنا الإعلامية منصة الفيسبوك، وتختلف شخصيات وعقلية وأسلوب وفلسفة مستخدمي الفيسبوك طبقا لثقافة المستخدم الثقافية والاجتماعية والدينية، ومن ضمن الشخصيات التي تستخدم هذه المنصة مجموعة من الأشخاص الذين يمكن أن نصنفهم تحت فلسفة “الأنا”، وهذه الأنا بكل بساطة تعني تمجيد وتعظيم وتبجيل الشخص نفسه وفعله وشخصيته تعظيما مبالغا فيه قد يصل إلى درجة الغباء وضحك الناس عليه.


فمثلا لا تستطيع شخصية “الأنا” هذه أن يمر يومان أو ثلاثة من دون تدوين “بوست” تعظيما لنفسها، تكتب فيه مثلا: “ادعوا لي أنا مريض لا أستطيع تحريك يدي ولا النطق”، وهو طبعا يشعر بعظمة الأنا ومسترخ على الكنبة يشرب الشاي ويقرأ ردود متابعيه ودعوات الشفاء له. بوست آخر لتعظيم الأنا وهو “زوجة خال أم عمة والد صديقي توفت ادعوا لها بالرحمة”، لتتوالى عبارات التعازي وهو يقرأها بكل سعادة، ويفكر ماذا سيكتب من بوست بعد غد، لكي لا تتوقف “بوستات الأنا”، آخر ينشر شهادة ويكتب بوست فيه: “الحمد لله حمدا كثيرا على نعمه، ولئن شكرتم لأزيدنكم، وقل اعملوا فسيرى الله عملكم، بفضل من الله تم منحي شهادة سفير الإنسانية والأمل والتسامح العربي الأفريقي العالمي والحب في سبيل نشر المحبة والترابط الإعلامي وحقوق الإنسان من منظمة اتحاد جمعيات الثقافة والأسرة ومساجد وكنائس الإنسانية”، بعد ذلك ترى ردودا من متابعيه تمجده وهذه الشهادة الوهمية وهذه الكيانات الوهمية، في دليل واضح على غباء “الأنا” وغباء متابعي “الأنا”.


شخصية أخرى تنشر سيرتها الذاتية كالتالي: “عضو مجلس السلام والمحبة، عضو اتحاد الثقافات الأسرية، عضو منظمة سفراء الأديان، مستشار هيئة أطفال أفريقيا وأوروبا، عضو جمعية الأسرة الدولية لمحبي حقوق الإنسان، السكرتير الإنساني لمنظمة اتحاد سفراء حقوق الإنسان...”. وهذا ما تفعله الأنا بعظماء الفيسبوك.


* كاتب سعودي متخصص بالإعلام السياسي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية