العدد 5449
الجمعة 15 سبتمبر 2023
banner
“شمّاعة”
الجمعة 15 سبتمبر 2023

لا يكاد يخلو فاشل في هذه الحياة من “شمّاعة” يعلّق عليها أسباب فشله، فإنتاجية الفاشل شبه معدومة وأيامه متساوية؛ فيومه مثل أمسه وغده مثل يومه، وكأنه يدور في فراغ حول نفسه.

البعض يرضى بفشله ويعترف بأنه السبب، لكن الكثير من “الفاشلين” يبحثون عن “شمّاعة” لكي يعلقوا أسباب فشلهم عليها، فهناك من يرمي أسباب فشله على والديه، والبعض الآخر بسبب شريك الحياة، وهناك من يلعن الزمان والدنيا! معتقداً أنها سبب فشله.


لا تخلو حياة أي إنسان من الصعوبات والتحديات والمشاكل، وهنا يكمن الفرق بين الناجح والفاشل، فالناجح يواجه تلك التحديات والصعوبات، ويحاول أن يجد حلاً للمشكلات مستخدماً عقله والإمكانيات التي وهبها إياها الله سبحانه وتعالى، وإن فشل في الحل حاول مرة أخرى حتى تجاوز تلك التحديات ووجد حلاً لتلك المشكلات، آخذاً الدروس والعبر من تلك المحاولات، وهناك من يبقى في تحدٍ ومحاولة لسنوات وسنوات، فلا يجعل لليأس سبيلاً إلى قلبه وعقله وروحه. أما الفاشلون فبعضهم بمجرد أن يسقط في تحدٍ أو يواجه صعوبة في تحقيق هدفه يبدأ البحث عن “شمّاعة”، فلربما تكون تلك الشمّاعة ظروفاً أو أشخاصاً، راضياً بفشله معبّداً الطريق لليأس، محولاً كل الإيجابيات إلى سلبيات، فتتحول نظرته سوداوية، حتى يتحول البعض إلى إنسان ذي أطباع حيوانية ضارية يحارب كل ناجح وكل نجاح من حوله، فيبدأ الانتقاد والتسقيط بدافع الحسد والغيرة، وقد يصل الأمر للسب والإهانة لكل من سبقه وحقق أهدافه وسطع نوره.


فنصيحتي لكل ناجح أن يقف شامخاً قوياً محصناً نفسه بالثقة، حاملاً في يده درعاً من الصبر، مالئاً داخِله بالإيجابية ليشق طريقه نحو هدفه دون التأثر بترهات “الفاشلين”.


كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .