الذكاء الاصطناعي هو الشغل الشاغل للعالم كله في هذه الأيام، وسط حالة من الترقب حول تبعات ونتائج التوسع في استخدام هذه التقنية المرعبة، فلا يستغرب أحد من هذا العنوان، لأن المسألة ليست مجرد برامج وتطبيقات ستسهل حياة الإنسان وتجعله يقوم بعمله بشكل أيسر وأسرع، لكن المسألة تتعلق بقيمة الإنسان ودوره وبقائه في الحياة، نعم المسألة تتعلق بإحلال الآلة محل الإنسان على النحو الذي رأيناه في روايات الخيال العلمي.

فكيف نتخيل أن يفقد الأكاديميون وظائفهم التي هي أساس بقائهم وأهميتهم في الحياة، وقس عليهم “الكيميائيين والمهندسين والإعلاميين”، بل حتى الشعراء والأدباء عموما.. أي أن المسألة تتصل بانقراض الإنسان وفقدانه قيمته وأهميته في الحياة.

الشيء الغريب أن الشركات التي تتحكم في هذه التكنولوجيا ومطوري الذكاء الاصطناعي هم الذين يحذرون من مخاطر هذه التقنية، ليس فقط لاتصالها بمسألة انقراض الإنسان إن صح هذا التعبير، لكن لاتصالها بالتسليح والقتل.

صحيح أن مطوري هذه التكنولوجيا يدعون دول العالم إلى الجلوس معا لتنظيم هذه المسألة وخلق منظمة أو هيئة تتولى الإشراف على استخدامها مثل هيئة الطاقة الذرية، لكن هل العالم الذي فشل في الاتفاق على حماية الكرة الأرضية من خطر التغير المناخي سينجح في الاتفاق على أسس وعلى آلية معينة لدرء المخاطر المتوقعة من هذه التكنولوجيا؟.

كاتبة وأكاديمية بحرينية