العدد 5441
الخميس 07 سبتمبر 2023
banner
نشتغل بالمسرح على البركة رسميا وأهليا
الخميس 07 سبتمبر 2023

قضية جمهور المسرح في البحرين قضية مهمة تستحق الدراسة والتأمل، وكثرت إشارات التعجب والاستفهام، فلغاية اليوم لا نعرف هل من يحضر العروض المسرحية التي تقدمها الفرق المسرحية الأهلية “أوال، الصواري، جلجامش، البيادر، الريف” النخبة المثقفة أو الصفوة الممتازة، وهل هناك إحصائية ومعلومات موثقة لدى هيئة البحرين للثقافة والآثار عن عدد الحضور في العروض المسرحية المحلية المتنوعة التي تستضيفها صالة البحرين الثقافية على مدار العام، حتى إن كانت عروضا قليلة؟


في تصوري إنه لا يمكن معالجة كل مشكلة على حدة، بل يجب إيجاد حل عام نتمكن من خلاله من أن نقبض على كل الظاهرة المسرحية بكل وحدتها وتعقيدها، وهنا نتساءل.. هل يستقبل الجمهور البحريني المسرحيات التي تتحدث عن قضاياه اليومية بشغف، وتبدو له مهمة وتستحق المشاهدة.


عندما تحدثت مع رؤساء المسارح الأهلية بخصوص الإحصائية، أكدوا عدم وجودها بالشكل العلمي المدروس، مع أن هذا هو العنصر الأساسي والفعال في المسرح وينبغي الالتفات إليه، لأنه من المفروض أن يعي المتفرج أهميته شخصيا في أي عرض مسرحي، وكل ما يجري ويدور على الخشبة يستهدفه، ويتوجه إليه، بمعنى أن قيمة هذا العرض مرهونة بالموقف الذي يتخذه المتفرج منه، كما ينبغي أن تنتهي سلبية المتفرج ووضعيته الساكنة حيال الخشبة وما يدور عليها، ينبغي أن يدرك جيدا أن كل ما يدور أمامه يعنيه ويهمه، وعليه أن يتخذ موقفا منه.

على المتفرج أن يحس بالمسؤولية، وبأن لموقفه عن أي عمل ثقافي بشكل عام ومن أية مسرحية بشكل خاص نتائج مهمة وخطيرة أيضا عليه، وعلى أوضاع مجتمعه.


لهذا مطلوب من المتفرج أن يغير قبل كل شيء جلسته المدرسية في المسرح وقبوله كل ما يعرض عليه، وأن يكون عنصرا فاعلا ويتذكر أهميته كمتفرج، وكل هذا غير ممكن بسبب “اشتغالنا بالمسرح بالبركة رسميا وأهليا”.


* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية