العدد 5437
الأحد 03 سبتمبر 2023
banner
عام دراسي جديد
الأحد 03 سبتمبر 2023

تستقبل مدارسنا في السادس من سبتمبر الجاري 15 ألف طالب مستجد من بين عشرات الآلاف من الطلبة في واحد من أهم الأحداث التي تشكل وعي المجتمع، وتضيف إلى منظومتنا التعليمية هذا الكم الهائل من الطلبة، حيث إنه سيكون بين المستجدين هذه السنة ولأول مرة 5 آلاف طالب وطالبة من مواليد سبتمبر إلى ديسمبر.


هذا الكم المتكيف مع ضرورات اللحظة، وتلك الأفواج المشرقة العامرة بالعلم والتعلم، والمؤمنة بأن المستقبل لا يمكن له أن يكون جميلاً من دون أجيال طالعة وشباب قادر على التمييز بين الغث والسمين، وأطفال قادرين على استلهام العبر والدروس والخبرات ممن سبقوهم؛ حتى يتمكنوا من تحقيق أحلامهم وهم على يقين بأن أقدامهم لا تسير إلا نحو الطريق الصحيح.


هكذا هي الأيام، وتلك هي الأحداث المتتالية التي تصب جل اهتماماتها على منظومة تعلمية بدأت في استيعاب إشارات الترقي، وفي استلام مهام مسؤولياتها وهي على درجة عالية من التيقن أن كل ما مضى رغم أهمية الإنجاز فيه، فإنه لابد من البناء عليه.


يقولون: إن السكون سمة من سمات القبور، والحركة هي دليل الحياة، لكننا نقول إن قليلاً من السكون لا يضر لو كان الصمت اجترارًا لخبرة، أو استلهامًا لعبرة، أو تجهيزًا لمحتوى.


وها نحن اليوم أمام مفترق مستنير، كل دروبه مضاءة بالأمل والترقب، بأن العام الدراسي الجديد سوف يكون مختلفًا بأي مقياس من المقاييس، وسوف يكون مؤتلِقًا على أي قاعدة علمية وأي اعتبار بصير.


نعم، إنه كذلك كمًا وكيفًا، كمًا من حيث الـ 15 ألف طالب مستجد، وكيفًا من خلال التكنولوجيا الحديثة التي بدأت تأخذ مكانًا لائقًا لها تحت شمس الحاجات المتزايدة للطالب ضمن التعليم الأساسي ونظيره في نطاق المرحلة الأكاديمية التالية.


إن مملكة البحرين منذ فجر التنوير، أي قبل أكثر من مئتي عام، وهي على مختلف الصعد تحاول أن تبني مجتمعا واعيا، وطنًا لكل أبنائه، ونحمد الله ونشكر فضله أننا وخلال أكثر من مئة سنة من التعليم الأساسي النظامي تمكنا من بلوغ أهم درجة من درجة الوعي بأهمية العلم، حتى وصلنا إلى المراحل التالية الأصعب “الجامعية” وما بعدها ونحن محتشدون بالتجربة، مؤمنون بأن ما حصلناه في مدارسنا لن يضيع هدرًا، وأن ما جمعناه من معارف سوف يكون ظهيرًا مؤثرًا ونحن على مشارف عام دراسي جديد مكتظ بالمنتظرين، ومفعم بالأمل والحضور، ومؤمن بأن العلم سلاح ذو حد واحد وليس ذا حدين؛ حتى لا تشتتنا الأفكار الهدامة، ولا تفرقنا المداخلات غير المهمة، ولا حتى التداخلات غير الدلالية التي لا تُغني ولا تُسمن من جوع.


يقولون: لا يحك جلدك مثل ظفرك، وأهل مكة أدرى بشعابها، وها نحن اليوم نقول: نعم، نحن أدرى بشعابنا، وأكثر إدراكًا بطبيعة شعبنا، واحتياجات بلادنا، وآمال وأحلام شبابنا؛ لذا لابد وأن نستقبل العام الدراسي الجديد وكلنا أمل في غدٍ أفضل، في وطن أجمل، وفي مرحلة دراسية ملؤها المعرفة الإيجابية بكل شيء، والعلوم الحاضنة لمهارات وإمكانات وحاجات أبنائنا.


نستقبل بعد أيام قلائل عاما دراسيا جديدا ونحن نعيش التجديد بكامل حذافيره، في عالم متغير بكامل هيئاته ومعامله ومناظيره، عام جديد نتوقع فيه الكثير ونأمل معه في الأكثر، وكل عام وأنتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية